الذهب ليس الملاذ الآمن الذي نعتقده

حذرت شبكة بلومبيرغ من أن الذهب ليس الملاذ الآمن الذي نعتقده، وأشارت في مقال كتبته أليسون شراغر إلى الارتفاع التاريخي في أسعار الذهب، الذي تجاوز 50% هذا العام واقترب من 4000 دولار للأونصة، معتبرةً أنه انعكاس للطبيعة البشرية الغريزية أكثر منه استثمارًا عقلانيًا. فالكاتبة ترى أن انجذاب المستثمرين إلى الذهب في أوقات عدم اليقين الاقتصادي ينبع من إحساس بدائي بالأمان، رغم أن الذهب لا يمتلك قيمة حقيقية مثل الأسهم أو السندات أو الدولار، ولا يدرّ دخلاً ثابتًا. ويتناول المقال أيضًا فكرة أن الذهب، رغم تاريخه الطويل كعملة ومخزن للقيمة، ليس أصلًا آمنًا كما يُعتقد، إذ يتميز بتقلبات حادة ولا يوفّر حماية مضمونة وقت الأزمات، كما حدث في الأزمة المالية عام 2008 حين انخفضت أسعاره بنسبة 6%.
وأشارت الكاتبة أليسون شراغر كاتبة في قسم الرأي في بلومبيرغ، تُعنى بالاقتصاد، وهي عضو بارز في معهد مانهاتن، ومؤلفة كتاب "خبير اقتصادي يدخل بيت دعارة: وأماكن أخرى غير متوقعة لفهم المخاطر" إلى أن القلق الحالي من التضخم وارتفاع الديون الأميركية يدفع البعض للعودة إلى الذهب، إلا أنه يحذّر من الاعتقاد بأنه استثمار منخفض المخاطر، مؤكدًا أن الذهب قد يكون مناسبًا للمضاربة، لكنه لا يجمع بين الأمان والعائد المرتفع في آنٍ واحد.
كما أن الذهب يشهد ارتفاعًا لافتًا تجاوز 50% هذا العام، ليقترب من مستوى 4000 دولار للأونصة، في قفزة اعتبرها كثيرون دليلًا على قلق الأسواق وتوجه المستثمرين نحو الأصول التقليدية. إلا أن هذا الارتفاع، بحسب محللين، يكشف أيضًا عن الجانب الغريزي في سلوك البشر، خصوصًا لدى المضاربين الذين يتحركون بدوافع الخوف أكثر من التحليل العقلاني.
فعلى الرغم من مكانة الذهب التاريخية كـ"ملاذ آمن"، لا يوجد ما يجعله أصلًا ذا قيمة حقيقية مقارنة بالدولار أو الأسهم أو السندات. فالذهب لا يدرّ أرباحًا، ولا يقدّم عوائد ثابتة، بل يستمد جاذبيته من بريقه وندرته، وهما صفتان تثيران لدى الإنسان إحساسًا بدائيًا بالأمان في أوقات الأزمات.
لكن في الواقع، الذهب ليس استثمارًا خاليًا من المخاطر، إذ يشهد تقلبات حادة في الأسعار شأنه شأن أي سلعة أخرى. فخلال الأزمة المالية عام 2008، على سبيل المثال، انخفض سعره بنسبة 6%، مما يؤكد أنه لا يوفر حماية ثابتة كما يظن البعض.
ويعزو الخبراء عودة المستثمرين إلى الذهب اليوم إلى المخاوف المتزايدة من التضخم، وتنامي الدين الأميركي، وتراجع الثقة في الأسواق المالية. ومع ذلك، فإن هذه العوامل لا تجعل من الذهب خيارًا آمنًا بالضرورة، بل مجرد ملجأ مؤقت للمضاربين الباحثين عن مكاسب سريعة.
وختمت أليسون المقال إلى أن الذهب قد يكون مناسبًا للمغامرين الذين يراهنون على استمرار ارتفاعه، لكنه لا يجمع بين الأمان والعائد المرتفع في آنٍ واحد. فاعتباره استثمارًا مستقرًا يتفوق على السوق هو ببساطة وهم، ومن يصدق ذلك، سيكتشف الحقيقة متأخرًا.