شركات "وادي السيليكون" تضاعف ميزانية الذكاء الاصطناعي وتخشى التقشف

شركات وادي السليكون
تخطط شركات "وادي السيليكون" لضخ 400 مليار دولار في جهود الذكاء الاصطناعي هذا العام، على الرغم من اعترافها بأن هذا المبلغ غير كافٍ على الإطلاق، إذ يأتي هذا الإنفاق الهائل مدفوعاً بحقيقة أن هذه الشركات العملاقة تواجه قيوداً شديدة في قدرتها الحاسوبية، مما يفرض عليها ضرورة زيادة الإنفاق الاستثماري بشكل أكبر في عام 2026 وما بعده لتلبية الطلب المتزايد.
وبحسب وكالة بلومبيرغ، أوضحت شركة "ميتا" على أنها لا تزال تواجه قيوداً في السعة، بينما تحاول تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة وتزويد منتجاتها الحالية بالطاقة اللازمة، إذ أشارت المديرة المالية لـ "ميتا"، سوزان إلى أن نفقات الشركة الرأسمالية التي تضاعفت بالفعل تقريباً لتصل إلى 72 مليار دولار هذا العام، ستنمو لتصبح أكبر بشكل ملحوظ في عام 2026.
من جانبه، صرح الرئيس التنفيذي، مارك زوكربيرج، بأن أعمال الإعلانات والمنصات الحالية لـ "ميتا" تعمل في "حالة عطش للحوسبة"، حيث أكد شركة مايكروسوفت على أنها ترى طلباً هائلاً من العملاء لدرجة أنها تخطط لمضاعفة مساحة مراكز البيانات الخاصة بها في العامين المقبلين، مشيرة إلى أنها ستعمل بسعة غير كافية حتى النصف الأول من العام المقبل على الأقل.
ووفقاً لـ "بلومبيرغ"، كشفت المديرة المالية لـ "مايكروسوفت"، إيمي هود، أن الشركة كانت تعاني من نقص مستمر في القوة الحاسوبية، حيث لم تعد قادرة على اللحاق بالطلب المتزايد.
وفي الاتجاه نفسه، تسابق "أمازون" لتوفير المزيد من السعة السحابية عبر الإنترنت، حيث أكد رئيسها التنفيذي، آندي جاسي، على أن الشركة تحقق إيرادات فورية من هذه الاستثمارات، مشيرا إلى السرعة التي تضيف بها السعة حالياً.
وفي هذا الإطار، أفادة بلومبيرغ أن شركة "ألفابت/جوجل"، قد أعلنت عن زيادة في نفقاتها الرأسمالية للعام بأكمله لتصل إلى ما بين 91 مليار دولار و 93 مليار دولار، مشيرة إلى أن الاستثمارات تؤتي ثمارها بالفعل، كما أوضحت المديرة المالية، عنات أشكينازت، أن الشركة نُدر مليارات الدولارات من الذكاء الاصطناعي في الربع.
فس السياق نفسه، وعلى الرغم من خطط الشركات لزيادة الإنفاق في عام 2026، كانت إشارات المستثمرين متباينة، حيث أغلقت أسهم "ميتا" منخفضة بنسبة 11 بالمئة، "مايكروسوفت" بنحو 3 بالمئة، بينما ارتفع سهم "ألفابت/جوجل" بنسبة 2.5 بالمئة، وقفز سهم "أمازون" بأكثر من 10 بالمئة في التداولات اللاحقة.
ويُعزى هذا التباين إلى عدم اليقين بشأن المردود النهائي للإنفاق الضخم، إذ يرى المؤيدون أن هذه الاستثمارات ضرورية للوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام، إذ وصف يوسف سكوالي، محلل الإنترنت في "ترويست سيكيوريتيز"، هذا الاندفاع على أنه الخوف من الفوات الذي يدفع الجميع، مضيفاً أن الخطر الأكبر هو الإنفاق الناقص والتخلف عن الركب.
في محاولة لتبديد المخاوف المتعلقة بالإنفاق الضخم، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرج، أن الشركة لديها خطة احتياطية، مشيراً إلى أن الاستراتيجية الصحيحة تكمن في تسريع بناء السعة الحاسوبية في البداية. وأوضح زوكربيرج أن هذا يجهز الشركة للحالة الأكثر تفاؤلاً، مضيفاً أنه في أسوأ الأحوال، ستقوم "ميتا" بإبطاء بناء البنية التحتية الجديدة لبعض الوقت.