تكافح تحت وطأة الديون المتفاقمة... تزايد مقلق لشركات الزومبي الأميركية

تشهد الأسواق المالية الأميركية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد ما يُعرف بـ"الشركات الزومبي" أي المؤسسات التي لم تعد أرباحها التشغيلية كافية لتغطية فوائد ديونها لتسجّل أعلى مستوى منذ مطلع عام 2022، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ.
فقد أضيف نحو مئة اسم جديد إلى القائمة خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر، نتيجة تراكم الديون التي جرى الاستدانة بها في مرحلة أسعار الفائدة شبه الصفرية خلال الجائحة، لتصبح اليوم عبئًا ثقيلًا في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة وتكاليف التمويل المتزايدة.
وقالت ليز آن سونديرز، كبيرة محللي الاستثمار في شركة "تشارلز شواب"، إن "الشركات الصغيرة والزومبي ما زالت تواجه تكاليف اقتراض أعلى بكثير من المعدلات التاريخية، حتى لو استمر الاحتياطي الفدرالي في خفض الفائدة"، مضيفة أن الكثير منها كان بالكاد يصمد عندما كانت الفائدة صفرية.
ويتركز الجزء الأكبر من الشركات المتعثرة في قطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية، المتأثرين بتضخم النفقات وتراجع الدعم الفدرالي. وتشمل القائمة شركات معروفة مثل Lionsgate Studios المنتجة لسلاسل John Wick وThe Hunger Games وTwilight، وTronox Holdings العاملة في الصناعات الكيماوية، وAltice USA التي تواجه استحقاقات ديون ضخمة في عام 2027.
ويرى خبراء أن الأزمة تعود جزئيًا إلى صفقات الاستحواذ المموّلة بالاقتراض (LBO) التي أبرمت في فترات الفائدة المنخفضة، ولم تعد قابلة للاستمرار في البيئة المالية الحالية.
وتحذّر شانون وورد، مديرة محفظة الدخل الثابت في شركة "كابيتال غروب"، من أن انخفاض معدل تغطية الفائدة إلى أقل من 1 يعني أن الشركات لم تعد قادرة على خدمة ديونها، مشيرة إلى أن الضغوط تتزايد على قطاعات البناء والطاقة والكيماويات مع تراجع التوقعات الاقتصادية.
وتختم المحامية كارولين ألفورد من شركة "كينغ آند سبالدينغ" بالقول إن "حجم الضائقة المالية في السوق أكبر مما يُعلَن، وهناك شركات زومبي كثيرة لا تزال مختبئة بانتظار مهلة جديدة من دائنيها."