الافتتاحية I إقتصادي.كوم ... حيث تنبض لغة الأرقام بالحياة

عام 2025 ليس عامًا عاديًا. إنه عام يفيض بالأزمات والقلق، حيث تمتد تداعيات الحروب والصراعات في الشرق الأوسط إلى شرايين الاقتصاد العالمي، وتتعالى الأصوات المحذّرة من ركودٍ يلوح في الأفق، ومن تحوّلات كبرى في الطاقة والتكنولوجيا وسلاسل الإمداد. وفي خضم هذا المشهد الملبّد، يولد اقتصادي.كوم كمنصة إعلامية عربية تسعى إلى أن تكون مساحة ثقة، ونافذةً للوضوح وسط الضباب.

نحن لا نأتي لنضيف مجرد موقع اقتصادي إلى فضاء الإنترنت، بل لنقدّم منصة مختلفة تنطلق من سؤال جوهري: كيف يمكن أن نعيد الاقتصاد إلى الناس؟ كيف نحرّره من سطوة المصطلحات المجرّدة والتعابير المعقّدة، ونقرّبه من هموم المواطن، من دخله اليومي، وفرص عمله، وقدرته الشرائية، وأحلامه الصغيرة قبل الكبيرة؟

اقتصاد بعيون الناس

الاقتصاد ليس علمًا منعزلاً، ولا أخبارًا جامدة تُقرأ بأعين متخصّصة فقط. الاقتصاد هو حكاية الأسواق التي نزورها، والخبز الذي نشتريه، والموازنة التي يقرّها البرلمان، والمصانع التي تفتح أو تغلق أبوابها.

لذلك يلتزم اقتصادي.كوم بأن يكون وسيطًا بين لغة الأرقام الجامدة وبين لغة الناس الحيّة، فيفكّك التعقيد، ويبسّط المفاهيم، ويشرح الخلفيات والآثار بوضوح ودقة. هدفنا أن يشعر القارئ أن الاقتصاد ليس بعيدًا عنه، بل هو في صميم حياته اليومية.

رسالتنا

ينطلق الموقع من 4 مرتكزات أساسية تشكّل بوصلته التحريرية:

• الدقّة: لا مساحة للخبر المبتور أو المعلومة غير الموثوقة. التحقّق أساس عملنا.

• الحرّية: ننقل الرأي والرأي الآخر بلا قيود، ونفتح مساحات للنقاش البنّاء.

• الاستقلالية: استقلال تام عن الانحيازات السياسية والضغوط التجارية.

• الشفافية: وضوح في مصادرنا ونهجنا، لأن ثقة القارئ لا تُبنى إلا بالصدق.

فريق يجمع الخبرة والشغف

وراء اقتصادي.كوم فريق متنوع يجمع بين صحافيين اقتصاديين متمرّسين يحملون خبرات طويلة في متابعة الملفات الكبرى محليًا ودوليًا، وبين جيل جديد من الشباب الطامحين الذين يسيرون بخطى واثقة نحو الاحتراف. هذا التوازن بين الخبرة الراسخة والطاقة الإبداعية يمنح الموقع قدرة على إنتاج محتوى رصين، وفي الوقت نفسه نابض بالحياة وسهل الوصول.

الطموح أبعد من الأخبار

لا يكتفي الموقع برصد الأحداث اليومية وتحليلها، بل يطمح إلى أن يكون مرجعًا في:

• التقارير المتعمّقة التي تربط المحلي بالإقليمي والعالمي.

• التحليلات المبسّطة التي تشرح للناس تأثير السياسات المالية والنقدية على حياتهم.

• المحتوى التفاعلي الذي يستخدم الوسائط الحديثة والرسوم البيانية لتوضيح الأرقام.

• فتح النقاش حول قضايا ملحّة مثل الدين العام، الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، وفرص العمل المستقبلية.

لماذا الآن؟

قد يسأل البعض: لماذا نطلق موقعًا اقتصاديًا في زمنٍ يتراجع فيه الإقبال على الصحافة الورقية، ويزدحم الفضاء الرقمي بمصادر الأخبار؟

الإجابة بسيطة: لأن الحاجة إلى الإعلام الاقتصادي الموثوق والمبسّط لم تكن يومًا أكبر مما هي عليه اليوم. في زمن التضخّم المتصاعد، وأسعار الفائدة المتقلّبة، وأسواق العملات المرهونة بالسياسة، يحتاج القارئ إلى بوصلة. واقتصادي.كوم يطمح إلى أن يكون تلك البوصلة.

نحو الغد

نحن ندرك أن الطريق ليس سهلاً، وأن بناء الثقة عملية طويلة. لكننا نؤمن أن القارئ العربي يستحق إعلامًا اقتصاديًا يضعه في قلب الصورة، ويمكّنه من اتخاذ قراراته على أسس واعية.

غايتنا ليست أن نخبر القارئ بما يحدث فقط، بل أن نساعده على فهم لماذا يحدث، وإلى أين يمكن أن يقوده.

في المحصّلة، يظل طموحنا بسيطًا وعميقًا في آن: أن نمنح الاقتصاد لغةً إنسانية قريبة، وأن نمنح القارئ مساحة للمعرفة والوعي.