جميعنا نعرف الصين..لكن إلى أي مدى نعرف إقتصادها فعلاً؟

اقتصاد الصين
سعر الصرف والإحتياطات الأجنبية
أحدث البيانات التي نقلتها صحيفة China Daily تفيد بأن الإحتياطات الأجنبية للصين إرتفعت في أيلول/سبتمبر إلى 3.3387 تريليون دولار، وهي أعلى مستوياتها منذ نحو عشر سنوات، ما يعكس قدرة البلاد على إمتصاص الصدمات الخارجية.
هذا الرقم مدعومٌ أيضاً بتحليل Morningstar الذي يشير إلى أن إحتياطات النقد الأجنبي الصينية قفزت في أيلول/سبتمبر، متجاوزة توقعات بعض الإقتصاديين الذين كانوا يتوقعون نحو 3.323 تريليون دولار.
تُعد هذه الزيادة في الإحتياطات مؤشّراً على أن السلطات الصينية لديها فسحةً أكبر للتحكم بسعر صرف اليوان وإدارة الضغوط الخارجية على عملتها.
الأداء الإقتصادي والنمو المتوقع
أعلن البنك الدولي في تقرير حديث أنه رفع توقعاته لنمو الإقتصاد الصيني في 2025 إلى 4.8%، بعد أن كانت التقديرات السابقة أقل، مع تحذير من تباطؤ في 2026.
كذلك تقرير صادر عن BBVA Research في أيلول/سبتمبر 2025 أكد توقعهم لنمو 4.8% لعام 2025 ولـ 4.5% في 2026، مستنداً إلى بيانات الأداء في النصف الأول من العام والتي وصلت إلى 5.3%.
هذه التوقعات تدعمها مؤشرات عديدة تفيد بأن الصين لا تزال قادرة على تشغيل العجلة الإقتصادية من خلال تحفيزات داخلية، ولكن النمو يواجه عوائق مثل ضعف الطلب الإستهلاكي والمشاكل في قطاع العقارات.
إستخدام اليوان في التجارة الدولية كدليل على قوته المتزايدة
في تشرين الأول/أكتوبر 2025، كشفت رويترز نقلاً عن مصادر تجارية أن تجّار النفط الروسي بدأوا يطالبون المشتريات الهندية بالدفع باليوان بدل الدولار، مستفيدين من تحسّن العلاقات بين الهند والصين. هذا الاستخدام الفعلي يعكس أن اليوان يتقدّم كعملة تسوية في بعض الصفقات النفطية.
التقارير تذكر أن شركة Indian Oil Corporation المملوكة للدولة في الهند، دفعت لعدة شحنات نفط روسي بإستخدام اليوان حسب المصادر التي نقلتها رويترز.
تُعدّ مثل هذه العمليات دليلاً عملياً على أن اليوان ليس مجرّد ورقة نظرية في محاولات التدويل، بل يُستخدم بالفعل في بعض التجارة البينية.
سياسات الصين في إدارة العملة والنقد
تستمرّ السلطات الصينية عبر بنك الشعب الصيني وإدارة النقد الأجنبي في إقرار سعر الإغلاق اليومي fixing وتحديد نطاق للتقلبات المسموحة، كأداة لضبط السوق داخلياً ضد الارتفاعات أو الانخفاضات المفاجئة.
كما أن رفع الاحتياطيات (كما ورد في بيانات “China Daily”) يعطي قوة إضافية للحكومة للصمود أمام الضغوط الخارجية، والقدرة على دعم العملة إذا لزم الأمر.
تعزيز الأسواق المالية باليوان وبين الصين وهونغ كونغ يُعتبر من الإجراءات المتوقّعة التي تهدف إلى دفع اليوان لكي يصبح أكثر مقبوليّة دولية.
المخاطر وردود فعل الأسواق
شهدت الأسواق المالية العالمية تقلبات في أوائل تشرين الأول/أكتوبر، مما أثرّ بدوره على تحركات العملات عند ضعف الدولار أو تذبذب أسواق السندات، قد يستفيد اليوان مؤقتاً من دعم معنوي، والعكس صحيح.
من بين المخاطر
تراجع الطلب الخارجي على صادرات الصين (خصوصاً إذا ضعف النمو العالمي)، فرض عقوبات أو تقييدات تجارية على الصين قد تؤثر على تدفقات رأس المال، أو هزّات في الثقة الداخلية قد تولّد سحباً في الاستثمارات أو تدفقات خارجة.
