رحيل الصحافي المخضرم وليد الحسيني… صوت مهني لامع

نعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية ببالغ الحزن والأسى الصحافي والكاتب الكبير وليد الحسيني، أحد أبرز الوجوه الإعلامية التي طبعت الصحافة اللبنانية والعربية ببصمتها الخاصة منذ مطلع الثمانينيات وحتى أواخر التسعينيات. الحسيني، الذي أسّس مؤسسة إعلامية رائدة ضمّت عدداً من الإصدارات المؤثرة، كان من أوائل من جمعوا بين المهنية الرفيعة والرؤية الثقافية الواسعة والروح الإنسانية الدافئة.
وقال نقيب المحررين جوزف القصيفي في بيان النعي اليوم الجمعة: “برحيل وليد الحسيني، يفقد الوسط الصحافي ركناً من أركانه ورمزاً من رموز الكلمة الحرة والموقف الجريء. لقد كان نموذجاً فريداً في ممارسته للمهنة، امتاز بأسلوبه السهل الممتنع، وبلغته الرشيقة، وبجرأته التي لم تخلُ من السخرية الهادفة المستمدة من ألمه على حال الأمة العربية".
الحسيني، الذي أسّس جريدة “الكفاح العربي”، بدأها أسبوعية قبل أن يحوّلها إلى يومية بحجم “التابلويد” وبالألوان، لتصبح منبراً صحافياً له حضوره في لبنان والعالم العربي، حيث فتحت أمامها أسواق عربية عدّة وحققت انتشاراً واسعاً. ولم تقتصر اهتماماته على السياسة، بل امتدت إلى مجالات الفن والتربية، عبر إصداره مجلتي “فن” و“سامر”، قبل أن يتوّج مسيرته بإطلاق المجلة الشهرية “إستراتيجيا” التي استكتب فيها نخبة من الخبراء السياسيين والعسكريين.
وعن شخصيته المهنية والإنسانية، أضاف القصيفي: “كان الحسيني قائداً لمؤسسته بروح الأخوة والحزم، لم تفارقه إنسانيته يوماً، وظلّ رغم كل الانتكاسات المادية سخيّ العطاء، نبيلاً في تعامله، متمسّكاً بالقيم التي آمن بها. لم يكن المال غاية عنده بل وسيلة لخدمة الكلمة والكرامة".
وروى القصيفي أنه قبل اضطراره إلى إيقاف صدور “الكفاح العربي”، التي اعتبرها أحد أفراد عائلته، بذل الحسيني جهوداً جبارة لإنقاذها من خلال استعادة مستحقاته من الأسواق المحلية والعربية، إلا أن الظروف حالت دون ذلك، فآثر حفظ حقوق العاملين معه وصون كرامتهم قبل كل شيء.
وختم نقيب المحررين قائلاً: “رحم الله أبا سامر، الإنسان والمهني والوطني الصادق، الذي حصّن عائلته بالعلم والأخلاق والعطاء. وداعاً يا صديقي وليد، ولتفتح لك جنّات الخلد أبوابها، يا أنبل الراحلين وأكرمهم.”
