Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

خطة إنقاذ بقيمة 500 مليار دولار تتصدّر اجتماعات خريف صندوق النقد والبنك الدوليين

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا تلقي خطابها قبل الاجتماعات السنوية في واشنطن

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا وهي تلقي خطابها قبل الاجتماعات السنوية في واشنطن (الإنترنت)

انطلقت اليوم الإثنين في واشنطن اجتماعات الخريف لعام 2025 لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في ظل ظروف بالغة الخطورة، حيث حذرت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، من أن "الاقتصاد العالمي يواجه أسوأ أزمة منذ الكساد الكبير". جاء هذا التصريح في مؤتمر صحفي عاجل عقد على هامش الاجتماعات، مشيرة إلى أن "مؤشرات الخطر تحيط بالاقتصاد العالمي من جميع الجهات".

تشير بيانات صندوق النقد الدولي الصادرة اليوم إلى أن 45 دولة تواجه حالات تخلف فعلي عن سداد الديون، بزيادة 60% عن عام 2024. وتكشف الأرقام أن إجمالي الديون السيادية المتعثرة تجاوز 4.5 تريليون دولار، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم إلى 6 تريليونات دولار بنهاية الربع الأول من 2026.

وقد صرح ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولي، في جلسة الاستماع الافتتاحية: "نشهد أكبر موجة تخلف عن سداد الديون في التاريخ الحديث، حيث فقدت 15 دولة القدرة على الوصول للأسواق المالية بشكل كامل"، وفق التقرير المقدم لمجلس المحافظين.

كما تكشف أحدث بيانات الوكالة الدولية للطاقة عن انهيار غير مسبوق في أسواق الطاقة، حيث انخفضت أسعار النفط إلى 45 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ 20 عاماً. وقد أدى هذا الانهيار إلى إفلاس 12 دولة منتجة للنفط، بينما تواجه 8 دول أخرى خطر الإفلاس خلال الأشهر القادمة.

وقد حذرت فاتح بيرول، المديرة التنفيذية للوكالة الدولية للطاقة، من أن "القطاع الطاقة يشهد تحولات هيكلية لا رجعة فيها، مع خسائر تقدر بـ3 تريليون دولار في القيمة السوقية لشركات الطاقة العالمية" وفق الوكالة الدولية للطاقة.

أما بالنسية للأمن الغذائي، تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن 850 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة 40% عن عام 2024. وتكشف البيانات أن مخزونات الحبوب العالمية انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ 30 عاماً، مع تحذيرات من نفاد المخزونات في 35 دولة خلال الربع القادم.

وقد أعلن برنامج الأغذية العالمي عن "أكبر أزمة إنسانية في التاريخ"، حيث يحتاج 300 مليون شخص إلى مساعدات غذائية عاجلة.

أما للمَناخ، سجلت عام 2025 أعلى درجات الحرارة في التاريخ، حيث تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية 1.8 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وتشير بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الكوارث الطبيعية المتعلقة بالمناخ كلفت الاقتصاد العالمي 500 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 فقط.

إلا أن صندوق النقد الدولي أعلن عن خطة طارئة بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر تضرراً، بينما أطلق البنك الدولي برنامجاً بقيمة 200 مليار دولار لتمويل مشاريع الأمن الغذائي. كما وافقت مجموعة العشرين على تجميد خدمة الديون للدول منخفضة الدخل لمدة 5 سنوات.

تُعد مجموعة العشرين (G20) المنتدى الاقتصادي الرئيسي على مستوى العالم، حيث تجمع بين الدول الصناعية الكبرى والدول الناشئة لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. تضم المجموعة 19 دولة تمثل أكبر الاقتصادات العالمية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، حيث تمثل معاً 85% من الاقتصاد العالمي وثلث سكان الأرض. تأسست المجموعة عام 1999 كرد فعل على الأزمات المالية العالمية، وارتقيت لمستوى قمة القادة بعد الأزمة المالية عام 2008. تعقد المجموعة قمتها السنوية برئاسة دورية تتناوب بين الأعضاء، وتهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وتنسيق السياسات المالية العالمية، ومعالجة القضايا الملحة مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والصحة العالمية. تُعتبر قرارات المجموعة محورية في توجيه السياسات الاقتصادية العالمية، حيث تمثل منصة فريدة للحوار بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد سواء.

تواجه خطط الإنقاذ تحديات جسيمة، حيث تشير تقديرات معهد التمويل الدولي إلى أن الفجوة التمويلية الإجمالية تصل إلى 2.5 تريليون دولار. كما تحذر منظمة الشفافية الدولية من مخاطر الفساد في إدارة برامج المساعدة الطارئة.

تجمع الاجتماعات في خريف 2025 على أن العالم يواجه اختباراً مصيرياً يتطلب تضامناً عالمياً غير مسبوق. وكما حذرت جورجيفا: "البقاء على الهامش لم يعد خياراً، إما أن نعمل معاً أو نغرق معاً".

خطة إنقاذ بقيمة 500 مليار دولار تتصدّر اجتماعات خريف صندو... | Ektisadi.com | Ektisadi.com