السرطان في لبنان 2025: الأنواع الشائعة والتحديات الصحية والاقتصادية

السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا، حيث تؤدي الانقسامات غير المضبوطة إلى تكوّن أورام قد تكون خبيثة أو حميدة، وقد تنتشر هذه الخلايا في الجسم، ما يعرف بالانتشار البُعدي. تختلف أنواع السرطان بحسب العضو أو النسيج المصاب، وتشمل السرطانات الصلبة مثل الثدي والرئة والقولون، وأنواع الدم والجهاز اللمفاوي مثل اللوكيميا والليمفوما.

في لبنان، تُعد بعض أنواع السرطان أكثر شيوعًا. وفقًا لتقرير GLOBOCAN 2020 الصادر عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC)، يُسجّل سرطان الثدي بين النساء بمعدل 57.9 حالة لكل 100,000 نسمة، وسرطان البروستات بين الرجال بمعدل 27.9 حالة لكل 100,000، بينما يسجل سرطان القولون والمستقيم 16.0 حالة لكل 100,000 نسمة. وتشير هذه الأرقام إلى أهمية التركيز على برامج الوقاية والكشف المبكر للأنواع الأكثر انتشارًا.

تشير التقديرات لعام 2025 إلى تسجيل حوالي 13,000 حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويًا، مع ارتفاع ملحوظ في العاصمة بيروت منذ 2020 وفق بعض النماذج التقديرية. كما سجلت معدلات الوفيات زيادة مستمرة من 65.2 إلى 117.3 وفاة لكل 100,000 نسمة بين عامي 1990 و2023، وتوقع تقرير مجلة The Lancet أن لبنان قد يكون ضمن الدول الأعلى عالميًا في معدلات الوفيات بالسرطان بحلول عام 2025، مع زيادة محتملة تصل إلى 80% بحلول عام 2050.

وفي تصريح صادر عن وزارة الصحة العامة بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر 2025، أكد الوزير ركان ناصر الدين أن بيانات The Lancet مستندة إلى افتراضات ونماذج تقديرية وليست أرقامًا مؤكدة، مع وصفها بأنها “ناقوس خطر” يستوجب تكثيف الإجراءات لتخفيض نسب الإصابة.

تقدم وزارة الصحة العامة العلاج للمرضى غير المؤمنين بنسبة تقارب 80% من الحالات، إلا أن نقص التمويل وتأخر تسليم الأدوية يشكلان تحديًا كبيرًا. بعض المستشفيات الخاصة تطلب فروقات مالية مرتفعة أو توقف استقبال بعض الحالات، ما يدفع المرضى للبحث عن أدوية من الخارج أو الاعتماد على جمعيات أهلية ومنظمات دولية.

تشكل تكاليف العلاج عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر، حيث قد تتجاوز أدوية السرطان الأساسية آلاف الدولارات شهريًا. كما تؤثر الإصابات والوفيات على الإنتاجية الوطنية، وتزيد الضغط على النظام الصحي. دعم الجمعيات والمنظمات الدولية وبرامج الوقاية المبكرة يمكن أن يخفف من هذا العبء. كما يساهم الاستثمار في البنية التحتية الصحية في توفير فرص عمل وتحسين الوصول إلى العلاج.

تتوفر برامج فحص مبكر لسرطان الثدي عبر مراكز وزارة الصحة، بينما تظل برامج الكشف المبكر عن القولون وعنق الرحم محدودة. وقد أطلقت وزارة الصحة العامة في تموز 2023 الخطة الوطنية لمكافحة السرطان 2023–2028، التي تهدف إلى توسيع برامج الفحص المبكر وتحسين الوصول للعلاج وضمان رعاية أفضل للمرضى.

تشير البيانات إلى أن أكبر عدد من حالات السرطان يُسجل في بيروت وضواحيها نظرًا لكثافتها السكانية ووجود المستشفيات المتخصصة. بينما يسجل الجنوب والبقاع نسبًا أقل، مع صعوبة الوصول أحيانًا إلى مراكز علاج متقدمة، ما يزيد من أهمية دعم المستشفيات في هذه المحافظات وتوسيع برامج الكشف المبكر لتقليل الفجوة بين المناطق.