خوارزمية غوغل الجديدة تعمل 13,000 مرة أسرع من الحواسيب العملاقة

أعلنت شركة ألفابت (Alphabet Inc.) عبر فرعها غوغل أنها شغّلت خوارزمية على شريحة الحوسبة الكمومية المسماة “ويالو Willow”، يمكن تكرارها على منصات مشابهة وتتفوق على الحواسيب العملاقة التقليدية، وهو إختراق قالت الشركة إنه يمهد الطريق لتطبيقات عملية لتقنية الكم خلال خمس سنوات.

وأوضحت جوجل أن خوارزمية Quantum Echoes، المفصلة في ورقة نشرت اليوم في مجلة Nature العلمية، قابلة للتحقق، أي يمكن تكرارها على حاسوب كمومي آخر. كما أن الخوارزمية عملت أسرع بـ 13,000 مرة مقارنة بأفضل حاسوب عملاق في العالم، بحسب الشركة. وأشارت جوجل إلى أن هذه التطورات تفتح الباب أمام استخدامات واسعة محتملة في مجالات الطب وعلوم المواد.

وقال توم أوبراين، باحث في غوغل Quantum AI الذي أشرف على إتمام هذا العمل: “الأمر الرئيسي بشأن قابلية التحقق هو أنها خطوة كبيرة نحو تطبيقات العالم الواقعي. من خلال تحقيق هذه النتيجة، نحن ندفع أنفسنا نحو الوصول إلى التطبيقات التجارية الرئيسية” وفقاً لبلومبيرغ.

وإرتفعت أسهم ألفابت بما يصل إلى 2.4% خلال التداول في نيويورك اليوم.

ويقرب هذا الإختراق غوغل خطوة إضافية نحو تسخير قوة المعالجة التي تعد بها الحوسبة الكمومية، والتي يسعى إليها أيضاً منافسون مثل مايكروسوفت (Microsoft Corp.) وآي بي إم (IBM) والعديد من الشركات الناشئة. ويأتي هذا بعد إعلان جوجل في كانون الأول/ديسمبر الماضي أن شريحة ويالو حلّت مشكلة خلال خمس دقائق كان من الممكن أن تستغرق 10 سبتيليون سنة على حاسوب عملاق.

تستخدم الحواسيب الكمومية دوائر صغيرة لأداء الحسابات، مثل الحواسيب التقليدية، لكنها تنفذ هذه الحسابات بشكل متوازي بدلاً من التسلسل، مما يجعلها أسرع بكثير. وعلى الرغم من إعلان الشركات بناء منصات كمومية تتفوق على الحواسيب التقليدية، إلا أن التحدي كان العثور على تطبيق عملي مفيد لها.

قال سكوت أرونسون، عالم الحاسوب الذي لم يشارك في الدراسة، في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه “متحمس” لتقدم غوغل نحو التفوق على الحواسيب العملاقة بطريقة يمكن تكرارها والتحقق منها على حاسوب كمومي ثانٍ، وهو ما كان “أحد أكبر التحديات في المجال خلال السنوات الماضية”. لكنه حذر من أن هناك الكثير من العمل المتبقي.

وأضاف أرونسون، الذي يشغل منصب Schlumberger Centennial Chair لعلوم الحاسوب في جامعة تكساس بأوستن: “الإنتقال من هنا إلى أي شيء مفيد تجارياً، أو لتحقيق قابلية التوسع مع التصحيح الخاطئ (وهو ما لم يُستخدم في هذا العرض)، سيشكل تحديات كبيرة إضافية” بحسب بلومبيرغ.

واحدة من استخدامات الخوارزمية هي دراسة البنى الجزيئية من خلال حساب المسافات بين الذرات، وفق ما أظهرته دراسة ثانية تعاونية لم تُراجع بعد من قبل النظراء. ويمكن تطبيق هذه الطريقة على اكتشاف الأدوية وعلوم المواد، بما في ذلك تصميم البطاريات، على الرغم من أن ذلك سيتطلب حاسوباً كمومياً أكبر بـ 10,000 مرة من الآلات الحالية، بحسب تقديرات علماء غوغل.

وأشار فريق جوجل، الذي يضم الفائز بجائزة نوبل في الفيزياء 2025 ميشيل إتش. ديفوريت Michel H. Devoret، إلى أنهم يخططون للمضي قدماً نحو التطبيقات العملية من خلال توسيع حجم الآلات وتحسين دقتها وفق بلومبيرغ.