Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

كوالكوم تتحدى نفيديا بإطلاق رقائق ذكاء اصطناعي جديدة وتشهد قفزة قياسية في أسهمها

freepik__a-realistic-illustration-of-advanced-ai-data-cente__46562

ارتفعت أسهم شركة كوالكوم (Qualcomm Inc.) بأعلى نسبة لها منذ عام 2019 بعد إعلانها عن إطلاق مجموعة جديدة من الرقائق والأنظمة المخصصة لمراكز البيانات العاملة بالذكاء الإصطناعي، في خطوة تهدف إلى منافسة العملاق نفيديا (Nvidia Corp.) في أسرع قطاعات صناعة الشرائح نموًا.

وأوضحت الشركة أن سلسلة AI200 الجديدة ستُطرح في الأسواق خلال العام المقبل، وأن أول زبون لها سيكون شركة "هيومين" (Humain) السعودية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تعتزم تشغيل أنظمة حوسبة بطاقة 200 ميغاواط معتمدة على رقائق كوالكوم بدءًا من عام 2026.

تسعى كوالكوم من خلال هذه الخطوة إلى دخول سوق مسرّعات الذكاء الإصطناعي (AI accelerators)، وهي الشرائح التي تُستخدم لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الإصطناعي. وقد أحدث هذا القطاع تحوّلًا هائلًا في صناعة أشباه الموصلات، إذ ضُخّت مئات المليارات من الدولارات في إنشاء مراكز بيانات لدعم البرمجيات والخدمات الذكية، ما جعل نفيديا الشركة الأعلى قيمة في العالم.

وبصفتها أكبر مصنّع لرقائق الهواتف الذكية، تسعى كوالكوم إلى ترسيخ موقعها في هذا السوق من خلال نهج مختلف يعتمد على كفاءة إستهلاك الطاقة والتقنيات المرتبطة بالذاكرة، وهي مزايا مستمدة من خبرتها في تصميم رقائق الأجهزة المحمولة.

قفز سهم كوالكوم بنسبة 22% ليصل إلى 205.95 دولارًا، فيما ارتفع سهم Arm Holdings المزود ببعض التقنيات الأساسية لرقائق كوالكوم بنسبة 4.9% ليصل إلى 179.01 دولارًا في بورصة نيويورك.

ورأى محللو بلومبرغ إنتليجنس أن صفقة "هيومين" تعكس بداية واعدة لدخول كوالكوم سوق المسرّعات، مشيرين إلى أنه “رغم أن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على مدى قدرة كوالكوم في منافسة نفيديا، فإن تحقيقها حتى لحصة بسيطة من سوقٍ تتجاوز قيمته 500 مليار دولار قد يعني مليارات الدولارات من العائدات الإضافية.”

وستُطرح رقائق AI200 بأشكال متعددة: كوحدات مستقلة، أو كبطاقات تُضاف إلى الأجهزة القائمة، أو كجزء من أنظمة خوادم متكاملة تنتجها كوالكوم. وتخطط الشركة لإطلاق الجيل التالي AI250 في عام 2027.

وتعتمد الرقائق الجديدة على وحدة المعالجة العصبية (Neural Processing Unit) وهي تقنية ظهرت أولاً في الهواتف الذكية لتسريع مهام الذكاء الإصطناعي دون إستنزاف البطارية وقد تم تطويرها وتوسيع نطاقها لتعمل الآن في الحواسيب العملاقة.

تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية الرئيس التنفيذي كريستيانو آمون لتنويع مصادر دخل الشركة وتقليل إعتمادها على سوق الهواتف الذكية الذي يشهد تباطؤًا. إذ توسعت كوالكوم في مجالات رقائق السيارات والحواسيب، لكنها تدخل الآن أقوى سوق للمعالجات على الإطلاق: الذكاء الإصطناعي.

وقال دورغا مالادي، نائب الرئيس الأول في كوالكوم، إن الشركة كانت “هادئة في هذا المجال، تبني قوتها بهدوء.” وأكد أن كوالكوم تُجري محادثات مع كبرى شركات التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وأمازون وميتا لتزويدها بخوادم معتمدة على رقائقها.

ويرى محللون أن النجاح في الفوز بصفقات مع هذه الشركات الكبرى قد يفتح أمام كوالكوم مصدر دخل جديدًا ضخمًا. وعلى الرغم من تحقيقها نموًا ربحيًا مستقرًا خلال العامين الماضيين، فإن أسهمها لم تواكب الارتفاع الكبير في أسهم شركات التكنولوجيا المنافسة. فقد ارتفعت أسهم كوالكوم بنحو 10% فقط في 2025 مقارنة بزيادة 40% في مؤشر أشباه الموصلات في فيلادلفيا.

وتتوقع التقديرات أن تحقق نفيديا إيرادات تتجاوز 180 مليار دولار هذا العام من قطاع مراكز البيانات وحده أي أكثر مما ستحققه كوالكوم ككل.

وتؤكد كوالكوم أن رقائقها الجديدة ستتميز بقدرات ذاكرة غير مسبوقة تصل إلى 768 غيغابايت من ذاكرة DRAM منخفضة الاستهلاك للطاقة، وهي خاصية تُعد أساسية في سرعة معالجة البيانات الضخمة التي تتطلبها تطبيقات الذكاء الإصطناعي.

وتركز هذه الرقائق على عمليات الاستدلال (Inference)، أي المرحلة التي تُشغَّل فيها تطبيقات الذكاء الإصطناعي بعد تدريب النماذج الكبرى. كما يمكن أن تساعد طفرة الذكاء الإصطناعي كوالكوم في تعويض خسائرها المحتملة من تراجع أعمالها مع شركة آبل، التي تستعد لتصميم رقائقها الخاصة بعد أن كانت تشكل نحو 20% من إيرادات كوالكوم.