فجر عصر الكربون: محرّك ثوري يعيد تعريف مستقبل الطاقة

في إنجاز علمي قد يغيّر ملامح مستقبل الطاقة والتنقل، تمكن فريق من الباحثين في معهد كوريا للعلوم والتكنولوجيا من تطوير محرك كهربائي ثوري يستخدم أسلاكًا من أنابيب الكربون النانوية بدلًا من الأسلاك النحاسية التقليدية التي هيمنت على هذا المجال لأكثر من مئة عام.

يمثل هذا الابتكار نقطة تحول جوهرية في تصميم المحركات، إذ تمتاز خيوط الكربون النانوية بخفة وزنها الفائقة وصلابتها العالية وقدرتها الممتازة على توصيل الكهرباء. فهي أخف من النحاس بعشرات المرات، لكنها أقوى من الفولاذ بعدة أضعاف، ما يجعلها مادة مثالية لتقنيات المستقبل التي تتطلب كفاءة عالية مع وزن منخفض.

وقد أظهرت التجارب أن المحرك الجديد استطاع بلوغ سرعة دوران بلغت 3420 دورة في الدقيقة باستخدام جهد كهربائي لا يتجاوز ثلاثة فولتات، وهو أداء لافت بالنظر إلى خفة وزنه مقارنة بالمحركات النحاسية التقليدية. ورغم أن الأخيرة ما تزال تتفوق نسبيًا في السرعة، إلا أن الميزة الكبرى للمحرك الجديد تكمن في وزنه المنخفض الذي يفتح المجال أمام تطوير أجهزة أكثر كفاءة وأطول عمرًا.

ويتوقع الخبراء أن يشكل هذا الاختراع ثورة في الصناعات المتقدمة، من الطائرات الكهربائية والمسيّرات التي ستصبح أخف وزنًا وأكثر قدرة على التحليق لمسافات أطول، إلى السيارات الكهربائية ذات الكفاءة الأعلى، وصولًا إلى المجالات الفضائية حيث يشكل تخفيف الوزن عنصرًا حاسمًا في التصميم والأداء.

بهذا الاكتشاف، يمكن القول إننا نشهد بداية عصر الكربون في عالم المحركات عصر تتفوّق فيه الخفة على الكثافة، والابتكار على التقاليد.