تفشي الكوليرا بعد إغلاق مستشفيات في جنوب السودان

كارثة انسانية في السودان:تهجير وحصار الاف المدنيين ومنعهم من مغادرة مدينة"الفاشر"(alghadpress)
حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر بشمال دارفور، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة ومنع آلاف المدنيين من مغادرتها نحو مناطق أكثر أمانًا.
وفي بيانٍ نُشر عبر منصة إكس، عبّرت المنظمة عن مخاوفها من الفظائع الجماعية وعمليات القتل الجارية في الفاشر، مشيرةً إلى أن آلاف المدنيين محاصرون ويواجهون خطر الموت في ظل تصاعد العنف. ودعت المنظمة قوات الدعم السريع إلى حماية المدنيين وعدم تعريضهم للخطر، مطالبةً المجتمع الدولي بـ تدخل عاجل لوقف النزاع وإنهاء حمّام الدم.
وكانت المنظمة قد نبهت في وقت سابق إلى أن أعدادًا كبيرة من المدنيين لا يزالون عالقين في مناطق القتال، بعد أن منعتهم قوات الدعم السريع وحلفاؤها من الوصول إلى مناطق آمنة.
وفي السياق ذاته، أكّد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الأوضاع في الفاشر تزداد تدهورًا، لافتًا إلى ورود تقارير عن جرائم مروّعة ضد المدنيين. وأوضح المكتب أن آلاف الأشخاص، من بينهم الجرحى وكبار السن وذوو الإعاقة، لا يزالون عالقين وغير قادرين على مغادرة المدينة.
ولم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع حتى الآن على تلك التقارير. وكانت القوات قد سيطرت على الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط اتهامات من منظمات محلية ودولية بارتكابها مجازر بحق المدنيين، ما أثار مخاوف من تقسيم فعلي للسودان.
واعترف قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لاحقًا بوقوع "تجاوزات" من جانب بعض عناصره، معلنًا تشكيل لجان تحقيق.
ويستمر النزاع المسلّح في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، متسببًا في مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص. وتسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، فيما يسيطر الجيش على الولايات الثلاث عشرة الأخرى بما فيها العاصمة الخرطوم.(بحسب وكالة Anadolu ).
إضافة إلى كل تلك المخاطر هناك الخطر المحدق نتيجة الأولية والأمراض المتفشية من بينها
تفاقم تفشي وباء الكوليرا في جنوب السودان نتيجة تصاعد أعمال العنف والهجمات المتكررة على المرافق الصحية، ما جعل من الحصول على الرعاية الطبية تحديًا بالغ الصعوبة.
ففي مارس/آذار 2025، أدى القتال الدائر في منطقة أولانغ إلى نزوح عشرات المرضى من مستشفى تديره منظمة "أطباء بلا حدود"، من بينهم أكثر من ثلاثين مصابًا بالكوليرا كانوا يتلقون العلاج. اضطر هؤلاء للفرار إلى القرى المجاورة، ليواجهوا خطر الموت المحقق ويساهموا في الوقت نفسه بانتشار العدوى داخل المجتمعات المحلية. لاحقًا، جرى إغلاق المستشفى نهائيًا بعد تعرضه للنهب.
ومنذ مطلع العام، تعرضت المنظمة لثماني هجمات مباشرة طالت طواقمها ومنشآتها، ما أجبرها على إغلاق مستشفى آخر في فانجاك القديمة بولاية جونقلي، وتقليص أو تعليق خدماتها في مناطق أخرى، تاركة مئات الآلاف من السكان من دون رعاية صحية في وقت هم فيه بأمسّ الحاجة إليها.