Contact Us
اقتصاد

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يعيد توجيه استراتيجيته لبناء شركات عالمية

11

يعتزم صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، الذي تبلغ قيمته نحو تريليون دولار، إعادة توجيه استراتيجيته الاستثمارية بين عامي 2026 و2030 نحو دعم شركاته التابعة مثل «هيومين» للذكاء الاصطناعي، وشركة «ألآت» الصناعية، وشركة تأجير الطائرات «أفي ليس» (AviLease)، و**«طيران الرياض»**، بهدف تحويلها إلى شركات سعودية رائدة على المستوى العالمي وجذب المزيد من المستثمرين الأجانب.

وبحسب مصادر مطلعة نقلتها بلومبيرغ ، فإن الصندوق يسعى من خلال خطته الجديدة إلى تعزيز مرونة الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل، مع التركيز على قطاعات السياحة والترفيه والألعاب الإلكترونية، في حين قد يتم تخفيف التركيز على بعض المشاريع العملاقة مثل نيوم.

وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030 الهادفة إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط. وأوضحت المصادر أن الاستراتيجية الجديدة ستُعلن رسميًا في الربع الأول من العام المقبل، وتشمل مراجعة شاملة لطريقة الصندوق في التعامل مع الاستثمارات الدولية.

ويسعى الصندوق إلى زيادة نشاط الشركات التابعة في الأسواق العالمية، مع استمرار التوسع في تأسيس شركات جديدة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والسياحة. ومنذ تأسيسه، أنشأ الصندوق أكثر من 100 شركة في قطاعات متنوعة.

وأشارت المصادر إلى أن الخطة ستركز على دمج الشركات وتعزيز قدرتها على التمويل الذاتي واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، مع طرح عدد منها في السوق المالية السعودية (تداول). كما يعمل الصندوق على رفع حجم الإنفاق السنوي إلى 70 مليار دولار بعد عام 2025، مقارنة بـ 57 مليار دولار في العام الماضي، مع بقاء نحو 17% من محفظته استثمارات دولية.

ويُعد جذب الاستثمار الأجنبي المباشر من أولويات الصندوق، إذ استقطبت المملكة نحو 32 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية في عام 2024، وتسعى للوصول إلى 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030.

ورغم التحديات المالية التي واجهت الحكومة مؤخرًا وأدت إلى خفض قيمة بعض المشاريع الكبرى مثل نيوم بنحو 8 مليارات دولار، أكد محافظ الصندوق ياسر الرميان خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض أن المملكة تحقق تقدمًا واضحًا في رؤية 2030، مشيرًا إلى "مدن وصناعات جديدة ومنظومات اقتصادية متكاملة قيد التنفيذ".

ووفقاً لبلومبيرغ , ويجري الصندوق حاليًا مراجعة شاملة لخطة مشروع نيوم لتحديد مساره المستقبلي، في حين يُتوقع أن تحظى مشاريع مثل القدية والبحر الأحمر بأولوية أكبر خلال المرحلة المقبلة.

كما يواصل الصندوق دوره الدولي من خلال صفقات استراتيجية، أبرزها صفقة الاستحواذ البالغة 55 مليار دولار على شركة "إلكترونيك آرتس" (Electronic Arts Inc.)، والتي تهدف إلى تعزيز استثمارات المملكة في قطاع الألعاب الإلكترونية ودعم التزاماتها الاستثمارية في الولايات المتحدة.