شركة "أوراورا" تواصل خطتها لإطلاق شاحنات ذاتية القيادة بالكامل رغم تعثر شراكتها

بعد أشهر من الترقب، أعلنت شركة Aurora Innovations Inc. عن بدء تشغيل أولى شاحناتها ذاتية القيادة على الطريق السريع بين دالاس وهيوستن في مايو الماضي، وسط احتفاء إعلامي كبير. غير أن هذه الخطوة سرعان ما واجهت تعثرًا مفاجئًا بعد أسبوعين فقط، عندما طلبت شركة Paccar Inc.، شريكتها في المشروع وصانعة الشاحنات العملاقة من طرازي Peterbilt وKenworth، أن يكون هناك “مراقب بشري” يجلس في مقعد السائق خلال الرحلات التجريبية.
وذكرت بلومبيرغ أن شركة Paccar بررت هذا القرار بوجود “قطع أولية تجريبية” في الشاحنات، إلا أن المراقبين اعتبروا هذه الخطوة تراجعًا مفاجئًا أضر بخطة أوراورا الزمنية لإطلاق الشاحنات من دون سائقين فعليين. فالشركة كان يفترض أن تبدأ بنقل البضائع دون أي وجود بشري في المقصورة، لكن تدخل Paccar جعل العملية أقرب إلى تجربة ناقصة.
وفي تقريرها الفصلي الأخير، أعلنت Aurora أنها تخطط لاستخدام شاحنات Navistar International Corp. لتزويدها بأنظمة القيادة الذاتية الخاصة بها، بهدف تشغيلها بدون أي سائق على الإطلاق بحلول الربع الثاني من العام المقبل.
وتشير بلومبيرغ إلى أن الرئيس التنفيذي كريس أورمسون حاول التقليل من أهمية وجود المراقب في المقصورة، معتبرًا أن الشاحنات لا تزال “ذاتية القيادة” لأن السائقين الاحتياطيين الذين كانوا يضعون أيديهم قرب المقود قد أُزيلوا. لكن الخبراء يردّون بأن وجود أي شخص مرخّص بقيادة المركبة داخل المقصورة، حتى لو كان مجرد “مراقب”، يعني أن التجربة ليست ذاتية القيادة بالكامل.
وتوضح بلومبيرغ أن نموذج عمل أوراورا يعتمد على أن تكون الشاحنات الذاتية القيادة أكثر أمانًا وأقل تكلفة من الشاحنات التقليدية. فالتوفير الحقيقي لن يتحقق إلا عندما يُزال السائق تمامًا، إذ إن الكلفة تشمل أنظمة الاستشعار والتحكم عن بعد والمساعدة على الطريق.
من ناحية الأمان، يرى محللو بلومبيرغ أن التقنية تحمل وعودًا كبيرة لتقليل حوادث الطرق المميتة التي يتورط فيها نحو 5,000 شخص سنويًا في حوادث شاحنات ضخمة. ومع أن أغلب هذه الحوادث يتسبب بها سائقو سيارات أخرى، إلا أن النظام الذي تطوره Aurora والمزوّد بكاميرات ورادار وأجهزة “ليدار” قد يقلل من الأخطاء البشرية بدرجة كبيرة، بل وربما يمنع بعض الحوادث الناتجة عن تهور السائقين الآخرين.
لكن التحدي، بحسب التقرير، هو أن الرأي العام وشركاء الصناعة مثل Paccar يتوقعون من هذه التكنولوجيا نسبة صفر في الحوادث الناتجة عن خطأ النظام الذاتي، وهو مستوى من الكمال “يصعب تحقيقه” حتى مقارنة بالشاحنات التقليدية التي تبيعها Paccar نفسها وتشارك في آلاف الحوادث كل عام.
ورغم الخلاف الأخير، لا يزال التعاون بين Aurora وPaccar قائمًا، إذ تعمل الشركتان على دمج أنظمة القيادة الذاتية في خطوط الإنتاج، وهي خطوة أساسية لتوسيع نطاق استخدام التكنولوجيا في آلاف الشاحنات. كما تحتفظ Aurora بشراكة موازية مع شركة فولفو (Volvo AB) لإنتاج شاحنات مزودة بأنظمة قيادة ذاتية من المصنع مباشرة، تشمل أنظمة كبح وتوجيه احتياطية لضمان الأمان الكامل.
إلى جانب Aurora، تعمل شركات أخرى في القطاع على تطوير مشاريع مماثلة، منها Kodiak AI Inc. التي تختبر شاحنات ذاتية القيادة في غرب تكساس، وشركة Waabi الكندية المتحالفة أيضًا مع فولفو، إضافةً إلى Daimler التي تطوّر نظامها الخاص بعد استحواذها على Torc Robotics وتخطط لإطلاقه بحلول عام 2027.
وذكرت بلومبيرغ أن Aurora تسعى إلى تجاوز العقبات التنظيمية، إذ حصلت مؤخرًا على موافقة وزارة النقل الأميركية لاستخدام منارة طوارئ إلكترونية مثبتة على الكابينة بدلًا من المثلثات العاكسة التقليدية التي تتطلب وجود سائق. كما وسّعت الشركة خدماتها إلى مسار جديد بطول 600 ميل بين فورت وورث وإل باسو في تكساس، وهو طريق يستحيل على السائقين البشريين إتمامه في يوم واحد بسبب قيود ساعات القيادة، بينما الشاحنات الذاتية لا تخضع لتلك القيود.
وختمت بلومبيرغ تقريرها بالقول إنّه رغم البداية المتعثرة، تواصل شركة Aurora المضي قدمًا في خطتها لإثبات أن الشاحنات الذاتية القيادة قادرة على تعزيز السلامة والكفاءة، آملةً أن يكون الطريق أمامها أكثر سلاسة في المراحل القادمة.