فيراري تتحدى التباطؤ العالمي وتحقق نموًا في الإيرادات بنسبة 7.4%

حققت شركة فيراري الإيطالية ارتفاعًا ملحوظًا في أرباحها خلال الربع الثالث من عام 2025، إذ زادت إيراداتها بنسبة 7.4% لتصل إلى 1.77 مليار يورو نحو ملياري دولار، بينما ارتفعت أرباحها التشغيلية قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بنسبة 5% لتبلغ 670 مليون يورو، متجاوزة توقعات المحللين. وجاء ذلك بفضل زيادة الأسعار وارتفاع الطلب على السيارات المخصصة حسب الطلب، ما ساعد الشركة على تجاوز تأثير الرسوم الجمركية الأميركية وتراجع المبيعات في الصين.
وذكرت فيراري أن طرازات SF90 XX و12 Cilindri ساهمت بشكل كبير في تعزيز المبيعات، إلى جانب إقبال العملاء على خيارات التخصيص الفاخرة التي تُعد مصدر ربح أساسي للشركة. هذا الأداء القوي انعكس إيجابًا على أسهم فيراري، التي ارتفعت بنسبة 3.1% في بورصة ميلانو، رغم بقائها منخفضة بنحو 16% منذ بداية العام.
ويأتي هذا الانتعاش بعد أسابيع من تراجع حاد في أسهم فيراري هو الأكبر منذ عام 2016، نتيجة خيبة أمل المستثمرين من أهداف الشركة المستقبلية الحذرة خلال يومها المخصص للأسواق المالية. كما تواجه الشركة ضغوطًا من الرسوم الأميركية على السيارات الأوروبية وتراجعًا في الطلب الصيني، وسط تباطؤ عالمي في سوق السلع الفاخرة.
وتُصنع جميع سيارات فيراري في إيطاليا، ما يجعلها خاضعة لرسوم استيراد بنسبة 15% على السيارات المصدّرة إلى الولايات المتحدة. ورغم أن هذه النسبة أقل من 27.5% التي كانت مفروضة سابقًا، فإنها ما تزال مرتفعة مقارنة بما قبل عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وفي ظل التحوّل نحو السيارات الكهربائية، تعاني فيراري من تحديات في إعادة تشكيل استراتيجيتها. فقد أعلن الرئيس التنفيذي بينيديتو فينيا في فعالية المستثمرين الأخيرة أن الشركة ستخفف من اندفاعها نحو السيارات الكهربائية مع الحفاظ على محركات الاحتراق الداخلي كجزء رئيسي من تشكيلتها، مشيرًا إلى أن سيارة فيراري الكهربائية الأولى “Elettrica” ستُطرح في عام 2026.
أما في الصين، فقد تراجعت الشحنات إلى الصين وهونغ كونغ وتايوان بنسبة 12% خلال الربع الثالث، نتيجة تغييرات ضريبية استهدفت السيارات الفاخرة.
وتعيش فيراري حاليًا مرحلة انتقالية مع اقتراب انتهاء إنتاج طراز Daytona SP3 وبدء تسليم سيارات جديدة مثل 12 Cilindri وF80 الهجينة. ويتوقع المحللون أن تنخفض هوامش الأرباح مؤقتًا قبل أن تتحسن مجددًا مع بدء شحن الطرازات الخاصة الأعلى سعرًا.
ورغم التحديات، فإن دفتر طلبيات فيراري ممتلئ حتى عام 2027، ما يمنح الشركة استقرارًا نادرًا في سوق السيارات الفاخرة، في وقت تواجه فيه شركات أوروبية أخرى مثل بورشه وأودي تباطؤًا في الطلب وارتفاعًا في التكاليف وضعفًا في السوق الصينية.
فقد سجلت بورشه خسارتها الفصلية الأولى منذ إدراجها في البورصة بسبب التراجع في قطاع السيارات الكهربائية والرسوم الجمركية، فيما خفضت أودي توقعاتها المستقبلية بسبب المنافسة الشديدة واضطرابات سلاسل التوريد.
رغم الضغوط العالمية والرسوم الأميركية وتراجع المبيعات في الصين، تُظهر فيراري قدرة لافتة على الحفاظ على نموها وربحيتها عبر استراتيجية تركز على الندرة، التخصيص، ورفع الأسعار.
