Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

القيود الصينية على المعادن تدفع واشنطن لتأمين بدائل من دول السيلك رود

Gemini_Generated_Image_grpml1grpml1grpm

يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستضافة قمة تجمع قادة خمس دول من آسيا الوسطى، في إطار مساعٍ أميركية لتعزيز نفوذها في منطقة غنية بالطاقة والمعادن الحيوية، تشكّل منذ عقود ساحة تنافس بين روسيا والصين.

ووفقًا لما أعلنه البيت الأبيض، فإن القمة ستُعقد يوم الخميس المقبل في واشنطن بمشاركة ممثلين عن كازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان، احتفالًا بمرور عشر سنوات على إنشاء صيغة التعاون المعروفة بـ C5+1. وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يستضيف فيها رئيس أميركي هذا التجمع داخل البيت الأبيض، بعدما عقد الرئيس السابق جو بايدن اجتماعًا مشابهًا عام 2023 في نيويورك.

تأتي الخطوة الأميركية بينما تكثّف القوى الكبرى الأخرى تحركاتها في المنطقة. فقد حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي قمة إقليمية في طاجيكستان، في حين زار نظيره الصيني شي جين بينغ كازاخستان في يونيو الماضي ضمن مبادرة الحزام والطريق لتوسيع الاستثمارات والبنية التحتية. من جانب آخر، وقّع الاتحاد الأوروبي في أبريل اتفاقية شراكة استراتيجية مع دول آسيا الوسطى خلال أول قمة أوروبية-آسيوية في أوزبكستان، تضمنت برنامج استثمار بقيمة 12 مليار يورو 13.8 مليار دولار لتطوير مشاريع النقل والطاقة والمعادن الحيوية.

تسعى دول آسيا الوسطى إلى تنويع علاقاتها الاقتصادية والأمنية لتقليل اعتمادها على موسكو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. وفي هذا الإطار، زار نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لاندو كلاً من كازاخستان وأوزبكستان قبل القمة، حيث التقى الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف في أستانا لمناقشة فرص التعاون في مجالات الطاقة والمعادن الحيوية والنقل واللوجستيات، وفق بيان رسمي من مكتب الرئاسة الكازاخية.

ويأتي هذا التحرك الأميركي بعد أن فرضت الصين قيودًا على صادراتها من العناصر الأرضية النادرة والمعادن الحيوية في إطار الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، ما دفع واشنطن إلى تسريع جهودها لتأمين بدائل لتلك الموارد. وقد علّقت بكين القيود مؤقتًا عقب اتفاق هدنة تم التوصل إليه بين ترامب وشي خلال لقائهما في كوريا الجنوبية في 30 تشرين الأول/أكتوبر بحسب بلومبيرغ.

ومع ذلك، تبقى علاقات دول آسيا الوسطى مع واشنطن محفوفة بالتوازن الدقيق، إذ لا تزال روسيا الشريك الأمني والاقتصادي الأهم للمنطقة، ووجهةً رئيسية لملايين من العمال المهاجرين الذين يعتمدون على تحويلاتهم.

على الصعيد الاقتصادي، دخلت إدارة ترامب في مفاوضات لمنح شركة أميركية تُدعى Cove Capital LLC حق الوصول إلى أحد أكبر احتياطيات التنغستن غير المستغلة في كازاخستان. كما وقّعت الشركة اتفاقًا مع وزارة التعدين الأوزبكية لإجراء عمليات استكشاف جيولوجي في مواقع واعدة.

وفي خطوة أخرى لتعزيز التعاون الاقتصادي، أعلنت الخطوط الجوية الأوزبكية عن صفقة شراء طائرات بوينغ 787 دريملاينر بقيمة تتجاوز 8 مليارات دولار، وهي الأكبر في تاريخها، فيما أبرمت كازاخستان اتفاقًا بقيمة 4.2 مليارات دولار مع شركة Wabtec Corp الأميركية لتطوير قطاع السكك الحديدية وفقاً لبلومبيرغ.

وترى كيت مالينسون، الشريكة في شركة PRISM Strategic Intelligence في لندن، أن "رغبة دول المنطقة في موازنة النفوذ الصيني عبر الاستثمارات الغربية واضحة، لكن التمدد الصيني المستمر وإصرار روسيا على إبقاء الغرب بعيدًا عن فناء نفوذها الخلفي سيحدّان من قدرة الولايات المتحدة وأوروبا على ضمان الوصول إلى الموارد والمعادن الحيوية هناك."