Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

الصين وهولندا تتوصلان إلى انفراجة في أزمة نيكسبيريا وتخففان التوترات في سوق الرقائق العالمية

freepik__create-a-realistic-globalthemed-image-representing__12254

شهدت الأزمة بين الصين وهولندا حول شركة نِكسبيريا (Nexperia) انفراجة كبيرة بعد أن سمحت بكين مجددًا بتصدير رقائق الشركة، مما يمهّد الطريق أمام الحكومة الهولندية لتعليق سلطاتها الطارئة المفروضة على الشركة المملوكة للصين، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ.

وقالت مصادر مطّلعة إن الحكومة الهولندية تستعد لإلغاء القرار الذي أصدره وزير الاقتصاد فنسنت كارمانس في أواخر أيلول/ سبتمبر، والذي منح الدولة صلاحية التدخل في قرارات الشركة الإدارية، وذلك بعد تأكيد استئناف شحنات الرقائق.

وأكدت بلومبيرغ أن الرقائق بدأت بالفعل بالتدفق من مصانع نيكسبيريا في الصين إلى أوروبا، وفق ما أفاد مسؤولون في شركات سيارات عدّة. فقد حصلت شركة Aumovio SE، وهي مورّد رئيسي لـ فولكسفاغن وستيلانتيس وبي إم دبليو، على ترخيص تصدير رسمي من الصين هذا الأسبوع، وبدأت في شحن الرقائق والمكوّنات الإلكترونية الخاصة بـ نيكسبيريا، بحسب ما صرّح به الرئيس التنفيذي فيليب فون هيرشهايدت في مقابلة.

وأضاف أن وزارة التجارة الصينية رفعت الحظر الواسع على صادرات نيكسبيريا يوم الجمعة، مشيرًا إلى أن العودة إلى الوضع الطبيعي ستستغرق بعض الوقت، لكن الأمور تتّجه نحو التحسّن.

على خلفية هذه الأنباء، قفزت أسهم شركة Wingtech Technology Co. – الشركة الأم الصينية لـ نيكسبيريا بنسبة 10% تقريبًا في بورصة شنغهاي، فيما سجّلت أسهم شركات السيارات الأوروبية ارتفاعات جماعية؛ إذ ارتفعت أسهم فولكسفاغن بنسبة 2.7%، وبي إم دبليو بـ 2.5%، كما حققت مرسيدس بنز وستيلانتيس مكاسب مماثلة.

كذلك، أكّدت شركة هوندا موتور أنها تلقت إخطارًا باستئناف شحنات الرقائق من الصين، وتسعى لاستعادة وتيرة الإنتاج المعتادة بحلول الأسبوع الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، وفق ما أعلن نورييا كايهارا، نائب الرئيس التنفيذي للشركة.

وفي السياق نفسه، بدأت شركة بوش (Robert Bosch GmbH) الألمانية وهي من أكبر مصنّعي قطع السيارات في العالم في استلام شحنات نيكسبيريا من الصين، رغم استمرار بعض الاضطرابات المؤقتة في مصانعها الإلكترونية.

ومع ذلك، لا تزال الصورة غير واضحة بالكامل؛ إذ أشارت شركة ZF Friedrichshafen AG الألمانية إلى أنها تستعد لاحتمال حدوث اضطرابات جديدة في الإنتاج، بما في ذلك إيقاف بعض العمال مؤقتًا كإجراء احترازي.

وفي مؤشر على تراجع التوترات، أصدرت الحكومة الهولندية بيانًا قالت فيه إنها تتوقع استئناف شحنات الرقائق من الصين خلال الأيام المقبلة، مشيدة بـ«الطبيعة البنّاءة» للمحادثات مع السلطات الصينية.
وقال الوزير كارمانس إن الحكومة «تثق بأن تدفق الرقائق من الصين إلى أوروبا والعالم سيُستأنف قريبًا».

وكانت هولندا قد استندت في تدخلها غير المسبوق إلى قانون يعود إلى حقبة الحرب الباردة، مبررةً القرار بمخاوف من أن تكون الشركة الأم الصينية وينغتك (Wingtech) تعيق أعمال نيكسبيريا وتعرّض سلسلة توريد المكونات الحيوية للخطر. كما اتهمت الحكومة مؤسس الشركة الصينية تشانغ شيوي تشنغ بـ«سوء استخدام الموارد المالية لمصالح شخصية»، بعد أن تم تعليق مهامه التنفيذية بأمر قضائي من محكمة أمستردام في تشرين الأول/ أكتوبر.

من جانبها، نفت وينغتك هذه الادعاءات وطالبت بإعادة تشانغ إلى منصبه كرئيس تنفيذي، في حين لا يزال مصيره النهائي غير واضح.

وبحسب بلومبيرغ، فقد أدّى هذا التدخل إلى منح الحكومة الهولندية صلاحيات واسعة لعرقلة أو تعديل قرارات الشركة لمدة عام كامل، بما في ذلك نقل الإدارات أو إقالة المديرين التنفيذيين. وردّت بكين بفرض قيود على صادرات نيكسبيريا من الصين، التي تمثل نحو نصف إنتاج الشركة قبل الأزمة.

لكن مع رفع الحظر مؤخرًا، يبدو أن الأزمة تتجه نحو الحل، ما قد يمهّد لتراجع هولندا عن قرارها رسميًا في الأيام المقبلة، مما يخفف من أزمة الرقائق العالمية التي كادت تهدد قطاع السيارات الأوروبي والعالمي.