10 مليارات دولار تمنح "فايزر" التفوق في صفقة الاستحواذ على "ميتسيرا" بعد منافسة شرسة

فايزر في اتفاق للاستحواذ على شركة ميتسيرا(LANA)
توصلت شركة فايزر إلى اتفاق للاستحواذ على شركة ميتسيرا (Metsera Inc.) ، الناشئة في مجال أدوية إنقاص الوزن، في صفقة قيمتها الإجمالية 10 مليارات دولار، منهية بذلك سباق عروض محتدم مع منافستها نوفو نورديسك (Novo Nordisk A/S).
ووفق الإعلان، سيدفع فايزر 86.25 دولاراً للسهم الواحد، يشمل 65.60 دولار نقداً إضافة إلى دفعات محتملة تصل إلى 20.65 دولاراً للسهم عند تحقيق أهداف محددة.
الصفقة تمثل تتويجاً لمعركة استحواذ استثنائية بين عملاقين في صناعة الأدوية، يسعى كل منهما لتعزيز موقعه في سوق أدوية السمنة، واستغلال الفرصة لتعويض التحديات التي تواجه أعمالهما الأساسية.
كانت نوفو نورديسك قد قدّمت عرضاً في أكتوبر في محاولة لمجاراة منافستها إيلي ليلي (Eli Lilly & Co.) ، وتحريك سعر سهمها المتراجع، بينما كانت فايزر تبحث عن دخول قوي إلى سوق السمنة بعد إخفاقات متعددة في تطوير أدوية داخلية، وفقا لبلومبيرغ.
الحكومة الأميركية والحسم التنظيمي
بحسب ميتسيرا، كان عرض نوفو محفوفاً بمخاطر قانونية وتنظيمية كبيرة بسبب مخاوف مكافحة الاحتكار، فيما حصلت فايزر مسبقاً على موافقة لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (FTC)، ما منحها ميزة حاسمة. واعتبر مجلس إدارة ميتسيرا أن عرض فايزر الأخير هو "الأفضل للمساهمين من حيث القيمة وضمان الإتمام".
أهمية الصفقة لفايزر
يسعى الرئيس التنفيذي ألبرت بورلا (Albert Bourla) لتعويض تراجع مبيعات الشركة بعد انتهاء موجة كوفيد-19، خصوصاً مع توقع خسارة أكثر من 15 مليار دولار جراء انتهاء صلاحية بعض براءات الاختراع. وفشل عدة أدوية سمنة داخلية لشركة فايزر دفعها للبحث عن فرصة عبر الاستحواذ على ميتسيرا، التي تمتلك ثلاثة أدوية في مراحل تطوير مبكرة ومتوسطة، تستهدف فعالية أعلى وآثار جانبية أقل مقارنة بأدوية موجودة مثل Wegovy وZepbound.
ارتفاع الأسهم وسباق الاستحواذ
بدأت الصفقة عندما وافقت فايزر على شراء ميتسيرا مقابل 70 دولاراً للسهم في سبتمبر، قبل أن ترد نوفو بعرض أعلى. تسببت المنافسة بين الشركتين في ارتفاع سهم ميتسيرا بنسبة 150% منذ الإعلان عن الصفقة الأولى، ليصل إلى 83.18 دولاراً للسهم، ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى 8.75 مليار دولار.
وخاضت فايزر ونوفو معارك قانونية في محاكم ديلاوير، حيث رفضت المحكمة طلب فايزر لوقف عرض نوفو مؤقتاً، فيما اعتبرت ميتسيرا دعوى مكافحة الاحتكار التي رفعتها فايزر "غير جدية".
في النهاية، ساهمت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية في ترجيح كفة فايزر، إذ لم تجد أي اعتراض على عرضها، بينما أثارت مخاوف من أن عرض نوفو قد يخالف قوانين المراجعة المسبقة للاندماجات، ما سهل الطريق أمام فايزر لإتمام الصفقة، وفقا لما ذكرته بلومبيرغ.
