تجمع العلماء يرفض مهام هيرلي... وضغوطات أميركية لقطع تمويل "حزب الله"

تجمع العلماء المسلمين "الوكالة الوطنية للإعلام"
طالب تجمع العلماء المسلمين في بيان له، عقب الاجتماع الدوري لهيئته الإدارية اليوم الإثنين، الدولة اللبنانية برفض واضح وصريح لمهام وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي.
يأتي هذا البيان، عقب مواجه لبنان احتداماً تصاعدياً بين ضغوط دبلوماسية، ومالية أميركية مكثفة، إضافة إلى تهديدات "إسرائيلية" بشن ضربة واسعة، وهو ما تجسّد في زيارة وفد وزارة الخزانة الأميركية إلى بيروت.
من جانبه، أكد وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، الذي ترأس الوفد، أن الولايات المتحدة تسعى للاستفادة من فرصة سانحة في لبنان لقطع التمويل الإيراني عن حزب الله، والضغط عليه لإلقاء سلاحه.
وفي تصريح له لوكالة رويترز، أكد هيرلي أن إيران حوّلت نحو مليار دولار لحزب الله هذا العام، بالرغم من العقوبات، مشيراً إلى أن المفتاح لاستعادة لبنان يتمثل في التخلص من النفوذ الإيراني، وذلك عبر وقف ضخ هذه الأموال.
وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة إقليمية لتشديد الضغط على إيران، حيث حمل الوفد رسالة حازمة بشأن ضبط تبييض الأموال، العمليات المالية غير الشرعية، وتوقيف مصادر تمويل الحزب، خاصة عبر الحدود الشرقية.
في المقابل، شكلت هذه الضغوط محور رفض قاطع لدى تجمع العلماء المسلمين، الذي اتهم الولايات المتحدة بتصعيد محاولاتها لفرض حصار مالي على المقاومة وبيئتها، وذلك بهدف إضعافها وإجبارها على الاستسلام.
كما طالب التجمع رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام برد واضح وصريح على المبعوث الأميركي، مشدداً على ضرورة إفهامه أن الدولة "لا تريده"، وليس فقط لا تستطيع منع وصول الأموال إلى الجهات التي تدافع عن لبنان، معتبرا أن كل الاهتمام الدولي بلبنان يعود إلى المقاومة وشعبها، كما داعا إلى التعامل مع الولايات المتحدة كعدو مشترك، إضافة إلى تقديم المصلحة الوطنية العليا.
في الإطار نفسه، طالب التجمع برفع القيود المفروضة على الدول العربية، مثل قطر والكويت، للمساهمة في إعادة الإعمار.
على الصعيد الرسمي، التقى الوفد الأميركي الرئيس جوزيف عون، الذي أكد تطبيق لبنان كل الإجراءات الصارمة لمنع تبييض الأموال، مجددا تمسكه بخيار التفاوض، حيث أشار إلى أن هذا الخيار يحتاج إلى مناخات ملائمة، أبرزها وقف الأعمال العدائية، وتحقيق الاستقرار في الجنوب.
على مقلب آخر، أشارت مصادر صحفية لجريدة النهار أمس الأحد، إلى أن بالرغم من مشاركة واشنطن "إسرائيل" في التركيز على خطر إعادة بناء قدرات "حزب الله"، فإن الولايات المتحدة لا ترغب في حرب واسعة، إذ تفضل إنجاز اتفاق غزة، مما يفسر دعمها للمساعي الدبلوماسية المصرية، الهادفة لمنع التصعيد.
في المقابل، يرى خبراء أميركيون، أن "إسرائيل" تبقى القوة الوحيدة التي تملك الإرادة لفرض نزع سلاح الحزب، محذرين من أن تصاعد الضغط يهدد لبنان، كما يسلط الضوء على ضعف سلطة الدولة. عوبالعودة لبان التجمع، فقد استنكر الاعتداءات الإسرائيلية المتعددة، بما فيها الغارة التي أدت إلى ارتقاء القائد سمير فقيه، محمد وحسن كنعان في البيسارية، تفجير ثلاثة منازل في حولا، إضافة إلى قصف بلدة عبسان جنوب غزة، معتبرًا إياه خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار، كما استنكر البيان اقتحام مناطق في الضفة الغربية.
