Contact Us
Ektisadi.com
بزنس

حرب في غزة ربح في واشنطن... شركات أميركية تحصد المليارات

IMG_9162

كشف تقرير وول ستريت جورنال يوم الأربعاء، كيف أصبحت الحرب الإسرائيلية في غزة منذ عامين فرصة تجارية غير مسبوقة للشركات الأميركية الكبرى مثل Boeing وNorthrop Grumman وCaterpillar، مع استمرار تدفق صفقات الأسلحة والإمدادات العسكرية من واشنطن إلى تل أبيب، ما يعكس حجم الأعمال الكبيرة الذي توفره النزاعات العسكرية للشركات الأميركية.

فبعد عامين على اندلاع الحرب في غزة، يبدو أنها تقترب من نهايتها، بعدما فتحت خط أسلحة غير مسبوق من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، ما يدر أعمالاً كبيرة على الشركات الأميركية الكبرى.

ارتفعت مبيعات الأسلحة الأميركية لإسرائيل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مع موافقة واشنطن على أكثر من 32 مليار دولار من الأسلحة والذخائر والمعدات الأخرى للجيش الإسرائيلي، وفق تحليل وول ستريت جورنال للبيانات المعلنة من وزارة الخارجية الأميركية.

الحرب كانت مدمرة للقطاع الفلسطيني وزادت العداء بين إسرائيل ودول الشرق الأوسط الأخرى. ومع ذلك، قدم النزاع فرصة جديدة لشركات الدفاع في الولايات المتحدة، وأيضاً لشركات التكنولوجيا الكبرى على الساحل الغربي الأميركي، ولكن بدرجة أقل.

تحملت الخزينة الأميركية معظم التكاليف. عادةً تحصل إسرائيل على 3.3 مليار دولار سنوياً كمساعدات عسكرية خارجية، إلا أن هذا الرقم تضاعف أكثر من مرة العام الماضي ليصل إلى 6.8 مليار دولار، دون احتساب أشكال المساعدات غير النقدية.

حتى لو تحولت الهدنة إلى سلام دائم، فإن إسرائيل ستظل تواجه تهديدات من خصوم إقليميين مثل إيران والمسلحين في اليمن ولبنان وأماكن أخرى. وعادةً ما يتم التخطيط لعقود الدفاع المعتمدة من واشنطن لسنوات مسبقاً.

أشار متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية للرد على الأسئلة، لكنها رفضت التعليق، كما رفضت قوات الدفاع الإسرائيلية التعليق.

الشركة الأميركية التي حققت أكبر حجم أعمال مع إسرائيل منذ بداية الحرب هي Boeing. فقد وافقت واشنطن على صفقة بيع مقاتلات F-15 بقيمة 18.8 مليار دولار العام الماضي لإسرائيل، لتبدأ التسليم في 2029. هذا العام، حصلت شراكات عدة بقيادة Boeing على موافقة لبيع قنابل موجهة ومجموعاتها بقيمة 7.9 مليار دولار، وهو أكثر بكثير من مبلغ 10 مليارات دولار الذي تعهدت إسرائيل بشرائه من Boeing عام 2018 على مدى عقد، ويشكل جزءاً كبيراً من الطلبات الحالية للشركة البالغة 74 مليار دولار.

شركات أخرى حصلت على موافقات لبيع الأسلحة تشمل Northrop Grumman، المزود لقطع غيار الطائرات المقاتلة، وLockheed Martin، المزود للصواريخ عالية الدقة، وGeneral Dynamics، المزود لقذائف 120 ملم التي تطلقها دبابات ميركافا الإسرائيلية.

أكبر صفقات الدفاع المعتمدة من واشنطن كانت للطائرات المقاتلة والقنابل الموجهة جو-أرض، ما يعكس الدور الحاسم للقصف الجوي في النزاع. العقود المتعلقة بالعمليات البرية مثل الجرافات والقذائف والدبابات والمركبات تمثل مبالغ أقل بكثير.

مركبات Eitan القتالية المدرعة الإسرائيلية، التي استخدمت على نطاق واسع في غزة، مزودة بهيكل من Oshkosh في ويسكونسن ومحرك من وحدة Rolls-Royce الأميركية في ميشيغان. كما استخدمت جرافات Caterpillar D9 المدرعة لإزالة الأنقاض وتدمير المنازل والمنشآت الأخرى بشكل واسع.

أحالت Boeing وNorthrop Grumman وGeneral Dynamics الأسئلة إلى الحكومة الأميركية، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: “إدارة ترامب دعمت دائماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتقود حالياً جهوداً إقليمية لإنهاء الحرب.”

واجهت بعض الشركات ردود فعل من المستثمرين والموظفين بسبب مبيعاتها للجيش الإسرائيلي. خلال العام الماضي، باعت ثلاثة صناديق استثمار نرويجية حصصها في شركات مثل Oshkosh وPalantir Technologies وCaterpillar وThyssenkrupp بسبب استخدامها في الحرب في غزة. وفي 1 تشرين الأول/ أكتوبر، باع صندوق التقاعد الهولندي ABP، الأكبر في هولندا بأكثر من 400 مليار دولار تحت الإدارة، حصته البالغة 387 مليون يورو (448 مليون دولار) في Caterpillar بسبب مخاوف تتعلق بغزة.

في آب/ أغسطس، أعلنت ألمانيا أنها لن توافق على تصدير أسلحة لإسرائيل لاستخدامها في قطاع غزة حتى إشعار آخر. وفي أيلول/ سبتمبر، عطلت Microsoft وصول وزارة الدفاع الإسرائيلية لبعض خدمات السحابة استجابةً لمظاهرات الموظفين. قبل الحرب، كانت Microsoft وشراكة بين غوغل المملوكة لشركة Alphabet وAmazon.com قد أبرمت صفقات مع إسرائيل لتوفير خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية للجيش.

في كانون الثاني/ يناير 2024، دخلت شركة Palantir، العملاقة في الذكاء الاصطناعي والتي شارك في تأسيسها حليف ترامب Peter Thiel، في شراكة مع وزارة الدفاع الإسرائيلية. في مؤتمر مايو/ أيار 2025، رد المدير التنفيذي لشركة Palantir، Alex Karp، على اتهامات من أحد المحتجين بأن إسرائيل استخدمت تقنيات الشركة لقتل الفلسطينيين، قائلاً إن الذين قُتلوا “كانوا في معظمهم إرهابيين”. وأشار تقرير الشركة السنوي لعام 2024 إلى أن العمليات الحالية المتعلقة بإسرائيل ليست ذات أثر مادي على النتائج المالية.

في رد على الاستفسارات، أحال متحدث باسم Palantir إلى بيان سابق قالت فيه الشركة إنها “تفخر بدعم الدفاع الإسرائيلي ومهام الأمن القومي” ولديها “التزام طويل الأمد بالحفاظ على حقوق الإنسان”. لم ترد Amazon وGoogle على طلبات التعليق، ورفضت Microsoft التعليق.

وجدت الشركات الأميركية أيضاً فرصاً تجارية في الاستجابة للأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب. قالت وزارة الخارجية الأميركية في حزيران/ يونيو إنها خصصت 30 مليون دولار لصالح Gaza Humanitarian Foundation بقيادة مستشار ترامب السابق Johnnie Moore لمراقبة توزيع المساعدات. استعانت المؤسسة بمقاولين أميركيين هما Safe Reach Solutions وUG Solutions لتوفير الأمن لعمليات التوزيع، التي شهدت إخفاقات وعنفاً.

في تقريرها السنوي الأخير، قالت Lockheed Martin إنها استفادت من زيادة التمويل الدفاعي الأميركي المرتبط بإسرائيل وأوكرانيا، وخاصة مشتريات الذخيرة. ارتفعت إيرادات قسم الصواريخ بنسبة 13% العام الماضي لتصل إلى 12.7 مليار دولار.

قالت شركة Oshkosh لصناعة المركبات المدرعة إن طلب إسرائيل على المركبات التكتيكية مدد عمر خط الإنتاج الذي كان من المقرر إغلاقه العام الماضي. وفي تقريرها الربعي الأخير، قالت المقاولة الإيطالية Leonardo، التي تبيع مقطورات صهاريج لإسرائيل عبر وحدتها الأميركية، إن مبيعاتها الدولية ستظل مستقرة هذا العام بسبب “النزاعات المستمرة في كل من أوكرانيا وإسرائيل”.

بالنسبة لشركة Boeing، التي واجهت عامين من اضطرابات سلسلة التوريد والإضرابات، كانت مبيعات الأسلحة الدولية نقطة مضيئة نادرة. في تقرير أرباحها لعام 2024، قالت الشركة إن فرعها الدفاعي شهد زيادة الطلب نتيجة “تركيز الحكومات على الأمن والتكنولوجيا الدفاعية والتعاون العالمي نظراً للتهديدات المتطورة”.

تواصل إدارة ترامب دعمها، وتسعى للحصول على موافقة الكونغرس لبيع أسلحة بقيمة نحو 6 مليارات دولار لإسرائيل، بما في ذلك صفقة طائرات Apache الهليكوبتر من Boeing بقيمة 3.8 مليار دولار، ما سيضاعف تقريباً أسطول إسرائيل الحالي من الطائرات من هذا النوع.