شراكة بقيمة 5.8 مليار دولار ستغيّر وجه المنافسة في عالم تكنولوجيا السيارات

تستعد شركتا فولكس فاغن وريفان لخطوة استراتيجية جديدة , في عالم السيارات الكهربائية بحسب ما أوردته بلومبيرغ، تهدف إلى بيع التكنولوجيا التي تطورانها معًا لشركات صناعة السيارات الأخرى في المستقبل. وتأتي هذه المبادرة ضمن سعيهما لتوسيع نطاق استخدام منصاتهما الكهربائية وتقديم حلول قابلة للتوسع لأطراف ثالثة، مع تعزيز قدرتهما التنافسية ضد تسلا والشركات الصينية الرائدة.
الشراكة بين الشركتين، المعروفة باسم RV Tech، أحرزت تقدمًا كبيرًا في تطوير منصة الكهرباء والبرمجيات للسيارات الكهربائية، والتي ستوفر الأساس لنماذج ريفان وفولكس فاغن القادمة.
و في مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء في بالو ألتو قال واسم بن سعيد، رئيس قسم البرمجيات في ريفان ورئيس مشارك للشركة المشتركة، إن هدف المنصة هو "حل مشكلة لصناعة السيارات الكبرى"، مضيفًا أن هذا يمكن أن يشكل فرصة للشركات الأخرى أيضًا.
وفقا لبلومبيرغ, تعمل الشركتان عبر مشروعهما المشترك على تطوير منصة كهربائية وبرمجيات قابلة للتوسع للطرازات القادمة، ما يتيح ترخيص التكنولوجيا لشركات ثالثة. سبق لفولكس فاغن أن شاركت منصتها مع شركات مثل فورد وماهيندرا آند ماهيندرا، حيث استخدمت منصتها الكهربائية للجيل الأول في نماذجها الخاصة. لكن التعاون الجديد يأتي في ظل تحديات تشمل الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة، وضعف المبيعات في الصين، وتباطؤ الطلب في أوروبا.
وكجزء من جهودها لخفض التكاليف وتحفيز المبيعات، خصص الرئيس التنفيذي أوليفر بلوم ما يصل إلى 5.8 مليار دولار لدعم الشراكة مع ريفان، مما يجعلها واحدة من أكبر الرهانات الاستراتيجية للشركة. بالنسبة لريفان، التي كانت تخسر الأموال، يوفر هذا الاستثمار تمويلًا مهمًا في وقت تعيد فيه العديد من شركات السيارات التفكير في استراتيجياتها للسيارات الكهربائية.
تم تصميم المنصة لتكون قابلة للتوسع عبر مختلف أحجام السيارات والفئات في الأسواق الغربية، مع التركيز على الكفاءة والتبسيط من خلال تصميم ريفان المركزي للإلكترونيات الذي يقلل عدد وحدات الحوسبة المطلوبة، ما يساعد فولكس فاجن على خفض التكاليف وتسهيل تطوير النماذج. وأشار كارستن هيلبينغ، الرئيس المشارك لشركة RV Tech، إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تُستخدم أيضًا في السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، مما يزيد من الفرص التجارية المستقبلية للشركة في حال قررت ترخيص النظام على نطاق واسع.
وتخطط RV Tech لاختبار النظام في ظروف شتوية على سيارات أودي وفولكس فاجن وسكوت بدءًا من الربع الأول لعام 2026، لضمان قدرة التكنولوجيا على العمل في مختلف البيئات. وقد تقدم المشروع بما يكفي لدرجة أن الشركات تتحدث الآن بصراحة عن تقديم النظام الكهربائي والبرمجي لمصنعين خارجيين بدلاً من تقييده بنماذجها الخاصة.
وبحسب بلومبيرغ, أول المستفيدين من التكنولوجيا الجديدة هي R2 SUV من ريفان، المقرر إطلاقها أوائل العام المقبل. ستتبعها فولكس فاغن بسيارتها الكهربائية المدمجة ID. EVERY1، التي تستهدف سعرًا يبلغ حوالي 20,000 يورو (23,000 دولار اميركيا)، ومن المقرر إطلاقها في عام 2027. بعد ذلك، ستدخل سيارات سكوت الأكبر حجمًا والأكثر متانة مرحلة الإنتاج باستخدام النظام نفسه. لدى فولكس فاغن أيضًا شراكة مشابهة مع Xpeng Inc. في السوق الصينية.
الجدير بالذكر أن محاولات فولكس فاغن السابقة لتطوير البرمجيات داخليًا واجهت تحديات عدة، من تأخير إطلاق موديلات ID إلى تأثير المشكلات التقنية على المبيعات. لكن تحسين البرمجيات وتحديث النماذج ساهم في زيادة مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا هذا العام، فيما تشمل المجموعة أيضًا علامات مثل أودي وبورشه AG، ما يعكس نجاح التحديثات الأخيرة واستراتيجية الشركة في هذا المجال.
