Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

منافسة شرسة بين آبل وسامسونغ... من تتصدر ثورة الواقع المعزز؟

freepik__the-style-is-candid-image-photography-with-natural__30975

في المستقبل القريب، قد تتحول نظارات ذكية أنيقة واحدة إلى شاشة سينما شخصية، وتعرض اتجاهات المشي عند السفر، وتسمح بإلقاء نظرة على الرسائل خلال الاجتماعات. يمكن للذكاء الاصطناعي ترجمة قوائم الطعام واقتراح الأفلام، كما ستعرض الصور والفيديوهات ثلاثية الأبعاد بعمق يعيد الذكريات للحياة. وقد تنشئ أيضًا مساحة عمل افتراضية تُحاكي جودة الشاشات الحقيقية.

لكن بحسب بلومبيرغ، لم نصل بعد إلى هذه المرحلة. ففي عام 2025، لا يزال المستهلكون أمام خيارين:

الخيار الأول: نظارات خفيفة مثل Ray-Ban Meta Glasses التي تلتقط الصور والفيديو وتضم مساعدًا ذكياً، ويمكن ارتداؤها بشكل طبيعي.

الخيار الثاني: خوذات “الواقع المختلط” مثل Meta Quest وVision Pro وGalaxy XR، وهي أشبه بكمبيوتر يُرتدى على الوجه.

هذه الأجهزة ليست منتشرة على نطاق واسع. المدير التنفيذي لآبل تيم كوك اعترف بأن Vision Pro "ليس منتجًا مخصصًا للجميع"، بسبب سعره البالغ 3,499 دولارًا. بينما يأتي Quest 3 بسعر 500 دولار لكنه أقل تقدّمًا، في حين أن Galaxy XR بسعر 1,800 دولار يقع في المنتصف.

ورغم التكنولوجيا المتقدمة، فإن الحجم الكبير والأسعار المرتفعة والقيود التصميمية تحدّ من انتشارها. الجيل الجديد من النظارات الذكية لا يزال قيد التطوير، وبالتالي فإن Vision Pro وGalaxy XR يُمثلان أقصى ما يمكن الحصول عليه الآن للغوص في عالم افتراضي أو دمجه مع الواقع.

Galaxy XR هو أول جهاز يعمل بنظام Android XR، النسخة الخاصة من نظام تشغيل غوغل للواقع المختلط، ويتضمن نسخًا غامرة من YouTube وGoogle Photos وGoogle Maps. كما يقترب من بعض مواصفات Vision Pro بسعر أقل.

لكن بعد أسبوع من التجربة، يتأكد أنه "تحصل على ما تدفع مقابله". تجربة Vision Pro أكثر نضجًا بفضل تقدّم آبل في visionOS، ومع أن سعر سامسونغ مغرٍ، إلا أن كلا الجهازين يبقيان منتجات فاخرة مخصّصة لفئة محدودة، ويمثلان خطوة انتقالية قبل انتشار نظارات الواقع المعزز الحقيقية.

العتاد التقني

تعرض Vision Pro لانتقادات بسبب الوزن، بينما ركزت سامسونغ على خفة Galaxy XR مع عصابة رأس صلبة تُشد عبر مقبض خلفي، إضافة إلى قطع لضبط المسافة مع الجبهة.

لكن التصميم الصلب يجلب مشكلات أخرى، فالمقبض الخلفي مزعج أثناء الاستلقاء. في المقابل، يأتي Vision Pro بحزام أكثر راحة مع وسادات سميكة تسمح باستخدام طويل، رغم أنه يصبح مرهقًا مع الوقت.

تفوق Vision Pro يظهر في جودة التصنيع؛ كما أن العديد من مكوناته قابلة للتبديل. بينما أي عطل في Galaxy XR يستلزم إصلاحًا كاملًا.

الميزة الوحيدة لدى سامسونغ هي إمكانية رؤية المحيط السفلي بدون إضافات، ما يجعل النظر للهاتف أو لوحة مفاتيح بلوتوث سهلاً.

يعتمد الجهازان على شاشات Micro-OLED عالية الدقة، لكن Vision Pro يعمل بمعدل تحديث 120 هرتز مقابل 72 هرتز في Galaxy XR. يُؤثر ذلك أكثر في وضع المرور الحقيقي passthrough.

مكبرات الصوت لدى Vision Pro أفضل أيضًا، لكن يُفضَّل استخدام سماعات لاسلكية.

عناصر التحكم

كلا الجهازين يوفران أزرارًا بسيطة للصفحة الرئيسية، والتحكم بالصوت، والتبديل بين الواقع والافتراض.

كذلك يحتاج كل منهما إلى بطارية خارجية عبر USB-C، ما يتطلب تعودًا على الإعداد المربوط.

يعتمد Vision Pro بالكامل على تتبع العين: انظر ثم انقر بإبهامك وسبابتك.

أما Galaxy XR فيستخدم تتبع اليد، حيث يظهر مؤشر صغير وتؤدي نفس حركة القرص pinch للاختيار. يمكن تفعيل تتبع العين لكنه أقل دقة.

في الإضاءة الضعيفة يعاني Galaxy XR من التقاط الإيماءات، بينما أداء Vision Pro أكثر استقرارًا. كما أن الكتابة على لوحة المفاتيح الافتراضية أسهل في نظام آبل.

البرمجيات

عند تشغيل الجهازين، واضح أن Android XR مستلهم من visionOS. من طريقة عرض التطبيقات العائمة وحتى الإيماءات وإظهار الشاشة الرئيسية.

يمكن فتح نوافذ متعددة وتوزيعها في الحيز ثلاثي الأبعاد، ومشاهدة الأفلام على "جدار كامل"، أو عرض صور ثلاثية الأبعاد.

لكن الفوارق تظهر بسرعة: واجهة visionOS أكثر أناقة وواقعية، مع تفاعل أفضل مع الإضاءة والعمق.

شريحة آبل M5 تتفوق بوضوح على Snapdragon XR2+ Gen 2، ولذلك تبدو الرسوميات في Galaxy XR أقل دقة، والبيئات الافتراضية أقل إقناعًا.

يفهم Vision Pro المساحة الفعلية بشكل أفضل، فيثبت الأدوات في أماكنها حتى بعد إيقاف الجهاز أو نقله.

بينما يعاني Galaxy XR من انجراف النوافذ في الإضاءة الخافتة، ويحتاج المستخدم أحيانًا للوقوف وسحب النوافذ بعيدًا يدويًا. كما أن الواجهات Widgets غير متاحة بعد.

أما الصور الرمزية، فنسخة سامسونغ تبدو كرتونية مقارنة بالنسخة المتقدمة للغاية لدى آبل.

الوسائط المتعددة

يحاول Galaxy XR التعويض بتطبيقات أكثر، مثل YouTube وNetflix وGoogle Maps.

تطبيق Netflix مجرد نسخة مكبرة من تطبيق الأجهزة اللوحية وغير مخصص فعليًا للواقع المختلط، لكنه يظل خيارًا إضافيًا مقارنة بـ Vision Pro الذي يعتمد على المتصفح فقط.

المشاهدة ممتازة لدى كلا الجهازين بفضل السطوع والألوان والوضوح، أفضل بكثير من نظارات مثل Xreal One Pro.

غير أن Galaxy XR يفتقر لوضع السفر Travel Mode، مما يجعل النوافذ تتحرك مع وسيلة النقل ويصعب استخدامها وهي نقطة تحتاج سامسونغ إلى إصلاح عاجل.

الذكاء الاصطناعي

الميزة البارزة في Galaxy XR هي دمج Google Gemini بعمق.

يمكن لـ Gemini رؤية العالم الحقيقي عبر الكاميرات: التعرف على الأشياء، قراءة المراجعات، شرح المعالم، وتنظيم النوافذ.

لكن العيب الأساسي أن الجهاز غير قابل للاستخدام في الأماكن العامة بسبب البطارية الخارجية والحجم، ما يجعل قدرات Gemini "محصورة داخل المنزل".

ومع ذلك، بوضوح هو جاهز تمامًا لجيل قادم من نظارات الواقع المعزز الخفيفة.

الإنتاجية

يُروّج الجهازان كأدوات لتوسيع مساحة العمل المنزلية.

في Vision Pro، يمكن وصله بأي جهاز Mac حديث واختيار حجم الشاشة الافتراضية، مع دقة عالية كافية للعمل دون إجهاد للعين، رغم أن الوزن يسبب تعبًا بعد ساعات.

سامسونغ تقدم ميزة مشابهة، لكنها تعمل فقط مع حواسيب Galaxy Book. دعم كافة أجهزة Windows سيمنح الجهاز مرونة أكبر.

بدون Galaxy Book، يعتمد المستخدم على تطبيقات أندرويد الإنتاجية ضمن الجهاز نفسه.

الخلاصة

كلا الجهازين يُظهران تكنولوجيا مذهلة، لكنهما تظلّان منتجات فاخرة لفئة محدودة. Vision Pro يتفوق في التجربة والنضج، بينما يحاول Galaxy XR توفير قيمة أكبر بسعر أقل، مع مزايا قوية في الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا يزال السوق صغيرًا جدًا، وهذه الأجهزة تُعد خطوة انتقالية قبل ظهور نظارات الواقع المعزز الحقيقية التي ستشكل مستقبل التكنولوجيا.