مراكز البيانات ترفع توقعات الطلب على الكهرباء والولايات المتحدة تتحقق من جدواها

تشير توقعات شركات الكهرباء إلى حاجة الطاقة للضعف أو الثلاثة أضعاف خلال السنوات القليلة القادمة لتشغيل مراكز بيانات ضخمة تدعم اقتصاد الذكاء الاصطناعي سريع النمو، ما يثير قلق المشرعين والمنظمين حول مدى مصداقية هذه التقديرات، خصوصاً إذا كانت تعتمد على مشاريع قد لا تُنفذ.

وفقاً لأسوشييتد برس , تواجه الولايات المتحدة تحديات ضخمة لتلبية هذا الطلب المتزايد على الكهرباء، إذ يرى البعض استحالة بناء محطات طاقة جديدة بسرعة لمواكبة مراكز البيانات الجديدة، مما قد يضع كلفة بناء البنية التحتية على كاهل المشتركين العاديين بمليارات الدولارات.

ويأتي هذا التدقيق في وقت تحذر فيه تحليلات السوق من احتمال وجود فقاعة استثمارية في الذكاء الاصطناعي، رفعت أسعار أسهم التكنولوجيا وتهدد بالانفجار مستقبلاً.

في بعض المناطق، مثل شبكة الكهرباء في منتصف الأطلسي، يتحمل المشتركون بالفعل تكلفة تزويد مراكز البيانات بالكهرباء، سواء كانت هذه المراكز قائمة أم لم تُنشأ بعد، حسب تقرير جو بورينغ، رئيس "مونيتورينغ أناليتيكس".

بالإضافة , لا توجد آليات موحدة للتحقق من جدوى المشاريع الكبرى لشركات الكهرباء، ما يؤدي أحياناً إلى تضخيم توقعات الطاقة نتيجة تقديم المطورين لطلبات متكررة أو تكهّنية في مناطق مختلفة.

التحالف الأميركي لمراكز البيانات، الذي يمثل شركات كبرى مثل جوجل ومتا، دعا المنظمين إلى الحصول على معلومات أدق من شركات الكهرباء وتحديد معايير واضحة للجدوى التجارية لمشاريع مراكز البيانات. وقال آرون تينجوم، نائب رئيس التحالف للطاقة: "تحسين دقة وشفافية التوقعات خطوة أساسية لمواجهة نمو الطلب على الطاقة".

كما تحاول الولايات، مثل تكساس وبنسلفانيا، تحسين مراقبة توقعات شركات الكهرباء واستبعاد المشاريع التكهنية أو المكررة، ووضع قوانين تلزم مطوري مراكز البيانات بالإفصاح عن طلباتهم للكهرباء في أماكن أخرى وإظهار الالتزام المالي بالمشروع.

ووفقاً لأسوشييتد برس , في بنسلفانيا، تتوقع شركة PPL Electric Utilities أن تضاعف مراكز البيانات ذروة الطلب على الكهرباء ثلاث مرات بحلول عام 2030، مؤكدة أن المشاريع الحاضرة مدعومة بعقود والتزامات مالية كبيرة، بينما يحث المشرعون على حماية المشتركين من ارتفاع الفواتير وضمان استفادتهم من زيادة الطلب.

في ظل التوسع السريع لمراكز البيانات وارتفاع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال الأساسي حول مدى مصداقية توقعات الطلب على الكهرباء، وما إذا كان بناء محطات طاقة إضافية سيواكب هذه الزيادة دون تحميل المشتركين تكاليف غير ضرورية، ما يجعل الموضوع محور جدل مستمر بين السلطات والشركات والمستثمرين.