مليارات الدولارات تضيع على الأميركيين بسبب خطط تقاعد منسيّة

قالت صحيفة وول ستريت جورنال أمس السبت إن ملايين العمال في الولايات المتحدة يخسرون مليارات الدولارات من الأرباح الاستثمارية نتيجة تركهم أرصدة قديمة من حسابات التقاعد 401(k) عند انتقالهم بين الوظائف، إذ تقوم الشركات بتحويل هذه الأرصدة الصغيرة تلقائيًا إلى حسابات تقاعد فردية تُجمَّد فيها الأموال نقدًا.
ووفقًا للصحيفة، باتت عمليات التحويل اللاإرادي أكثر شيوعًا، مع توسّع الشركات في تسجيل الموظفين الجدد تلقائيًا في خطط 401(k)، ما يجعل بعض العاملين غير مدركين أساسًا لامتلاكهم مدخرات تقاعد. كما ساهم قانون حديث في توسيع الفئات التي يُسمح لأصحاب العمل بنقل أرصدتها إلى حسابات التقاعد الفردية.
وقال سبنسر ويليامز، الرئيس التنفيذي لشركة ريتارمنت كليرينغ هاوس في نورث كارولاينا، إن الأرصدة في هذه الحسابات تصبح كأنها متحجّرة ولا تنمو، مؤكّدًا ما نقلته وول ستريت جورنال بشأن توقف الأموال عن تحقيق أي عوائد تقريبًا.
وتشير الصحيفة إلى أن التحويل الإجباري ليس الخطر الوحيد عند تغيير الوظيفة؛ فالكثير من الموظفين الجدد ينسون التسجيل في خطة التقاعد الجديدة، أو يُسجّلون تلقائيًا بمعدل ادّخار أقل من خططهم السابقة. وبعضهم ينقل الرصيد إلى حساب تقاعد فردي لكنه ينسى إعادة استثماره، فيما يلجأ آخرون إلى سحب الأموال نقدًا، ما يحمّلهم ضرائب وغرامات.
وقالت فيونا غريغ، مسؤولة السياسات والأبحاث في فانغارد، إن تغيير الوظيفة لحظة يمكن أن تسوء فيها أمور كثيرة بالنسبة للمدخرات التقاعدية، بحسب ما أوردته وول ستريت جورنال.
وتوضح الصحيفة أن أصحاب العمل يملكون صلاحية تحويل أرصدة الموظفين السابقين التي تتراوح بين ألف وسبعة آلاف دولار، بشرط إخطار أصحاب الحسابات مسبقًا، إلا أن كثيرين لا يقرأون الإشعارات أو يفقدون القدرة على تتبّع حساباتهم بعد التحويل. وتُودَع الأموال المحوّلة في صناديق أسواق نقدية أو حسابات مصرفية إلى حين اتخاذ صاحبها قرارًا استثماريًا آخر.
وذكرت وول ستريت جورنال قصة آني موريتا، البالغة 29 عامًا من نيويورك، التي فقدت أرباحًا في سوق الأسهم بعدما نقل صاحب عملها السابق رصيد تقاعدها إلى حساب فردي بعد مغادرتها وظيفتها في 2021. وقالت موريتا إن رصيدها انخفض العام الماضي إلى 1065 دولارًا من 1073 دولارًا قبل عام، إذ حقق الحساب فائدة بلغت 6.98 دولارات مقابل رسوم بلغت 15 دولارًا، في حين ارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 24%.
وبيّنت الصحيفة استنادًا إلى بيانات معهد أبحاث منافع الموظفين أن أكثر من ثلاثة أرباع المدخرين يبقون أموالهم في هذه الحسابات بعد ثلاث سنوات على التحويل الإجباري. وكان قانون جديد قد سمح لأصحاب العمل بالتخلص من حسابات الموظفين السابقين التي تضم أرصدة بين ألف وسبعة آلاف دولار، ارتفاعًا من سقف سابق بلغ خمسة آلاف دولار، لتقليل الأكلاف الإدارية.
وتضيف وول ستريت جورنال أن أصحاب الأرصدة التي تقل عن ألف دولار عادة ما يتلقون شيكًا مباشرًا من صاحب العمل، بينما يستطيع من يحتفظ بأرصدة تبلغ سبعة آلاف دولار أو أكثر البقاء في خطة التقاعد الخاصة بجهة العمل السابقة، وهو خيار قد يكون مناسبًا إذا كانت الرسوم أقل من تلك المفروضة في حسابات التقاعد الفردية أو في خطة صاحب العمل الجديد.
