عشرات الآلاف يتظاهرون في الأمازون للضغط على مفاوضي مؤتمر كوب30

شارك عشرات الآلاف اليوم السبت في مسيرة كبيرة من أجل المناخ، مع انتهاء نصف أعمال مؤتمر كوب30 الذي تنظمه الأمم المتحدة في الأمازون، للمطالبة بحماية المناخ والضغط على المفاوضين المجتمعين في مدينة بيليم البرازيلية.
وقالت تكساي سوروي، إحدى أبرز قيادات السكان الأصليين في البرازيل، لفرانس برس إن الهدف هو الضغط لضمان الوفاء بالوعود وتجنّب أي تراجع في أول مؤتمر مناخي يُعقد في الأمازون.
وانطلقت المسيرة العالمية من أجل المناخ عبر شوارع مدينة بيليم التي تضم 1,4 مليون نسمة، ممتدة على نحو 4,5 كيلومترات، وانتهت بهدوء على مقربة من موقع المؤتمر، حيث تولّى عشرات الجنود حمايته عبر حواجز وأسلاك شائكة. وأكد المنظمون أنها جمعت خمسين ألف مشارك.
وللمرة الأولى منذ مؤتمر المناخ في غلاسكو عام 2021، أتيح للمجتمع المدني بكل مكوّناته من ناشطين ومنظمات غير حكومية وشعوب أصلية وعلماء ونقابيين التظاهر بحرّية في شوارع المدينة، بعد ثلاثة مؤتمرات متتالية عُقدت في دول اعتبرت المنظمات غير الحكومية أنها غير آمنة للتظاهر خارج المنطقة الخاضعة للحماية الأممية.
وعبّرت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا عن أملها في أن يسفر المؤتمر عن خارطة طريق لإنهاء استخدام الوقود الأحفوري. ويشكّل هذا الموضوع محور دفع من بعض الدول رغم أنه غير مدرج رسمياً على جدول المناقشات.
وشارك السكان الأصليون بأعداد كبيرة، معبّرين عن إحباطهم من محدودية دورهم في المفاوضات التي تعرقلت مرتين. وشهد المؤتمر تحرّكات قوية للمجتمع المدني، وخصوصاً السكان الأصليين الذين اقتحموا مدخل موقع المؤتمر مساء الثلاثاء، وتواجهوا مع قوات الأمن، فيما قطع آخرون المدخل الرئيسي صباح الجمعة وأخرجوا مسؤولين رفيعي المستوى من الاجتماعات.
وبعد أسبوع من المباحثات، من المنتظر أن تكشف رئاسة كوب30 بعد ظهر السبت خلاصة أولية للتوفيق بين مطالب الدول بشأن ملفات خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتمويل المناخي للبلدان الهشّة، والحواجز التجارية.
وقال مصدر في الوفد الفرنسي لفرانس برس إن المواقف ما تزال منقسمة بشكل كبير بين الدول الأوروبية وأميركا اللاتينية والجزر الصغيرة التي تصر على خفض الانبعاثات سريعاً، وبين الدول النامية والناشئة وخصوصاً الإفريقية التي تركز على التمويل.
ويتعيّن على الوزراء الذين يجتمعون الاثنين التوصل إلى توافق بين نحو مئتي دولة بحلول نهاية المؤتمر في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.
