بيع حصة كبيرة في TAP يفتح باب المنافسة بين شركات الطيران الكبرى

صرحت مجموعة إير فرانس-ك.إل.إم أنها أول شركة تقدم إبداء اهتمام رسمي بشراء حصة تصل إلى 44.9% في شركة الطيران البرتغالية TAP SA المملوكة للدولة، لتبدأ بذلك عملية متعددة المراحل تهدف إلى بيع الحصة وإعادة هيكلة ملكية الناقلة.
وفقا لمصادر بلومبيرغ , قال الرئيس التنفيذي لمجموعة إير فرانس-ك.إل.إم، بن سميث، إن الشركة ستعمل على الحفاظ على علامة TAP التجارية، واستمرار لشبونة كمركز رئيسي للعمليات، والاستثمار في شبكة خطوطها الجوية، بما في ذلك التوسع في الرحلات إلى الدول الناطقة بالبرتغالية. وأضاف: "سنعمل على تطوير أسطول TAP واستثمار كافة الأدوات المتاحة لدعم نمو الشركة واستقرار عملياتها".
وفي الاطار ذاته , حددت الحكومة البرتغالية 22 تشرين الثاني/نوفمبر كموعد نهائي للجولة الأولى من العملية. ومن المقرر دعوة المتقدمين المؤهلين في كانون الاول/يناير لتقديم عروض غير ملزمة بحلول أوائل نيسان/أبريل، على أن تقدم العروض الملزمة بعد نحو ثلاثة أشهر، مع اختيار الحكومة للفائز مباشرة بعد ذلك. وتشترط الحكومة أن تكون الشركات المتقدمة للطيران أو مجموعات الطيران تحقق إيرادات سنوية لا تقل عن 5 مليارات يورو في أي من السنوات الثلاث الماضية، كما سيتم تخصيص 5% من الحصة للموظفين العاملين في TAP.
كما جاء إبداء اهتمام إير فرانس-ك.إل.إم بينما داهمت الشرطة البرتغالية مكاتب TAP هذا الأسبوع في إطار تحقيق مرتبط ببيع الحكومة لحصة 61% في الشركة عام 2015، والذي تم التراجع عنه لاحقًا من قبل حكومة اشتراكية جديدة، ما يعكس تعقيدات العملية السياسية والاقتصادية المرتبطة ببيع الناقلة.
ووفقاً لمصادر بلومبيرغ , تجذب TAP اهتمام شركات الطيران الكبرى بسبب شبكتها المهيمنة إلى البرازيل، وحضورها القوي في أفريقيا، وروابطها مع أميركا الشمالية، إضافة إلى كونها واحدة من القلائل في أوروبا التي ما زالت تحت إدارة الدولة ومفتوحة للبيع. وقد نقلت الشركة 16 مليون مسافر في 2024 بزيادة 1.6% عن العام السابق، واستعادت الربحية منذ 2022 بعد خمس سنوات من الخسائر المتتالية.
كما أبدت شركات أخرى اهتمامها بالصفقة خلال العام الماضي، من بينها لوفتهانزا الألمانية ومالك الخطوط الجوية البريطانية IAG SA. ويعتبر المحللون أن TAP هي "الصفقة الكبرى التالية في قطاع الطيران الأوروبي"، نظرًا لقيمتها الاستراتيجية في خطوط أميركا اللاتينية وأفريقيا، وبسبب حجم شبكة رحلاتها وعوائدها المالية المستقرة مقارنة بالشركات المنافسة.
ختاماً , يرى الخبراء أن نجاح أي متقدم يعتمد على خططه الاستراتيجية للنمو، والتزامه بتوسيع الأسطول وشبكة الرحلات، وسعر العرض المقدم، مع تركيز خاص على تعزيز روابط TAP مع الدول الناطقة بالبرتغالية والحفاظ على مركزها في لشبونة كمحور رئيسي للعمليات.
