Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

ارتفاع ديون شركات التكنولوجيا يثير مخاوف في وول ستريت

555

تتصاعد المخاوف في وول ستريت من الارتفاع الحاد في الديون التي تلجأ إليها شركات التكنولوجيا الكبرى لتمويل توسّعها في مشاريع الذكاء الاصطناعي، في وقت يشهد فيه القطاع تحذيرات من دخول مرحلة «الفقاعة» مع زيادة الإنفاق بشكل غير مسبوق. وتزامن ذلك مع تراجعات في مؤشرات الأسهم الأميركية، ما يعكس قلق المستثمرين من المخاطر التي أصبحت تلازم سباق بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

ووفق بيانات بلومبيرغ إنتليجنس، جمعت الشركات الخمس الأكثر إنفاقًا على الذكاء الاصطناعي , أمازون، ألفابت، مايكروسوفت، ميتا وأوراكل مبلغًا قياسيًا بلغ 108 مليارات دولار من الديون خلال عام 2025، وهو ما يزيد بثلاثة أضعاف عن متوسط الاقتراض خلال السنوات التسع السابقة. ويعكس هذا التحول اعتمادًا متزايدًا على الرافعة المالية، بدلًا من تمويل الاستثمارات من فوائضها النقدية كما جرت العادة خلال العقد الماضي.

وشهدت أسهم القطاع تقلبات حادة يوم الخميس، إذ ارتفعت بقوة بعد إعلان «إنفيديا» عن نتائج مالية تفوق التوقعات، ثم سرعان ما انقلب الاتجاه نحو الهبوط مع بدء المستثمرين تقدير حجم رأس المال الهائل المطلوب لتمويل عالم الذكاء الاصطناعي مقارنة بالفترات الزمنية الطويلة اللازمة لتحقيق أرباح منه.

ووفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , تراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.4%، ولـ ناسداك 100 بنسبة 0.8%، ما يضع الأسهم الأميركية في طريقها لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ نيسان/أبريل.

وتتعرض شركة أوراكل لضغط خاص بعد أن تحولت إلى لاعب رئيسي في سباق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. فقد جمعت الشركة 18 مليار دولار عبر سندات من الدرجة الاستثمارية لتمويل توسيع قدراتها في مراكز البيانات، بينما أطلقت البنوك كذلك عرضًا لتمويل إضافي بقيمة 38 مليار دولار لمشاريع مرتبطة بها.

ومنذ وصول سهم أوراكل إلى مستوى قياسي في 10 ايلول/سبتمبر، تراجع بنحو 33%، وسط قلق من تأثير الإنفاق الرأسمالي الضخم على توازنها المالي، وارتفاع تكلفة الديون المستقبلية. كما قفزت عقود مبادلة الائتمان لخمس سنوات الخاصة بالشركة والتي تقيس مخاطر التعثر إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات.

كما تقول ليزا شالِت، كبيرة مسؤولي الاستثمار في إدارة الثروات لدى «مورغان ستانلي»:«نحن أمام مرحلة نضوج لقصة الذكاء الاصطناعي، لكنها مرحلة أكثر تقلبًا ومحفوفة بمزيد من المخاطر. توسّع المنظومة لتشمل شركات ذات ميزانيات أضعف واعتماد أكبر على الديون يزيد من المخاطر النظامية داخل القطاع.»

وفي نفس السياق , ترى شالِت أن العلاقات المالية المعقدة بين شركات التكنولوجيا , بما في ذلك صفقات الإيرادات المتداخلة وتمويل المشاريع المشتركة , تخلق اعتمادًا متبادلًا يعزز قابلية القطاع للاضطرابات.

وتشير تحليلات السوق وفقاً لبلومبيرغ إلى أن شركات التكنولوجيا تدخل مرحلة استثمارات «شديدة الكلفة» تشمل بناء مراكز بيانات ضخمة، تطوير شرائح متقدمة، وتوسيع قدرات الحوسبة السحابية، في ظل توقعات بأن يصبح الذكاء الاصطناعي المحرك الأهم لنمو الإيرادات على مدى العقد المقبل.

ختاماً , غير أن الخبراء يحذرون من أن وتيرة الإنفاق، إذا لم تترافق مع عوائد سريعة، قد تشكل عبئًا ماليًا ضخمًا يهدد أداء القطاع وربحيته، ويزيد من احتمالات انفجار فقاعة استثمارية مشابهة لفترة طفرة الإنترنت مطلع الألفية.