الريجي تدخل مرحلة جديدة من الاستدامة بكفاءة عالية

مشروع محطة طاقة الهجينة في إدارة حصر التبغ والتنباك الريجي بالحدت يرفع الاعتماد على الطاقة الشمسية من 20% إلى 40%، ويخفض كلفة التشغيل، ويحقق وفورات مالية كبيرة، ضمن خطوات نحو الاستدامة البيئية والاقتصادية. المشروع يكلّف نحو 2,5 مليون دولار، بعائد استثماري يصل إلى 35% سنويًا، متوقعًا استرداد التكلفة خلال ست سنوات، ويعكس التزام الدولة ببرنامج شفاف مع صندوق النقد الدولي، مع دعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للالتزام بمندرجات القرار 1701.

وشارك في الافتتاح وزير المالية ياسين جابر ورئيس إدارة الريجي المهندس ناصيف سقلاوي، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، بينهم رئيسة المجلس الأعلى للجمارك بالوكالة ريما مكي، والمدير العام للجمارك بالوكالة ريمون خوري، ورئيس بلدية الحدت جورج عون، ومستشارة وزير المالية عليا عباس، ورئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لمياء المبيض بساط، وأعضاء لجنة الإدارة في الريجي, ومفوضة الحكومة لدى الريجي ميرنا باز، والمراقبة المالية كارول يوسف.

وأوضح فيلم تعريفي أعدته "الريجي" أن المحطة تمثل مشروعًا استراتيجيًا يساهم في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، ما ينعكس على خفض الكلفة التشغيلية وتحقيق وفورات مالية واسعة، إضافة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وأكد وزير المالية أن إدارة حصر التبغ والتنباك تعد نموذجًا لمؤسسات الدولة التي تطور نفسها بنفسها وتمول الخزينة، وتوفر فرص عمل زراعية وصناعية وإدارية وتجارية، وتعزز صمود المزارعين في الجنوب والبقاع والشمال، من خلال دعمهم وتقديم بعض التعويضات للبلديات المتضررة من الاعتداءات الإسرائيلية. وأوضح أن الريجي تسهم في تثبيت السكان في أراضيهم، وتخفف من الهجرة الداخلية، كما توفر مصدر دخل وتعليم عملي للشباب من خلال الزراعة.

وأشار جابر إلى جهود الوزارة لتوسيع أمانات السجل العقاري في صور والنبطية وجزين، وخطط تفريع الأمانات في بقية الأقضية، ضمن خطوات نحو اللامركزية الإنمائية. كما أشار إلى برنامج التعويض عن الأضرار للمزارعين والمنازل المتضررة، ضمن خطة شاملة تشمل قرض إعادة الإعمار بقيمة 250 مليون دولار من البنك الدولي، وصندوق تأسيسي بمساهمة فرنسا 75 مليون يورو، مع انتظار دعم من شركاء دوليين ومستثمرين.

وأضاف الوزير أن الريجي تمثل نموذجًا للشراكة بين القطاع العام والخاص، مستشهدًا بمشروع مطار الشهيد رينيه معوض في القليعات الذي شهد منافسة 26 شركة عربية وعالمية، مشيدًا بالشراكة في قطاع الغاز التي قد توفر نحو 40% من تكلفة توليد الكهرباء، ومؤكدًا أن البرنامج مع صندوق النقد الدولي يهدف إلى إصلاح الاقتصاد واستعادة ثقة المجتمع الدولي، مع إبقاء الاستقرار الاقتصادي أساسًا للنمو.

وأشار جابر إلى أولوية الحكومة في إيجاد حلول لقضية المودعين وإعادة القطاع المصرفي للعمل على أسس سليمة، مؤكدًا أن الشراكة مع صندوق النقد الدولي تهدف إلى توجيه لبنان نحو الإصلاحات اللازمة، ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للالتزام بالقرار 1701 لضمان الأمن والازدهار في الجنوب وبقية المناطق.

كما أكد المهندس ناصيف سقلاوي أن المحطة الجديدة تمثل مرحلة متقدمة من الاستدامة والتحول البيئي للمؤسسة، مشيرًا إلى أنها تعزز استقلالية الطاقة، وتقلل الانبعاثات، وتخفف العبء على شبكة الدولة. وأوضح أن نجاح "الريجي" أصبح منهج عمل ثابت، وأنها ستواصل مسيرتها في التميز والإنجاز.

بدورها أوضحت المهندسة علا السبعلي أن المحطة الهجينة مشحونة بأربعة مولدات ديزل أوروبية الصنع بقدرة إجمالية تبلغ 4400 KVA، إلى جانب نظام طاقة شمسية ينتج 1000 KVA، ونظام تشغيل ذكي يضمن أعلى مستويات الكفاءة. وأضافت أن هذا النظام يساهم في خفض كلفة التشغيل، ويقلل الانبعاثات، ويضمن استمرارية التغذية بالطاقة داخل إدارة الريجي.