انخفاض أسعار الغاز في أوروبا إلى أدنى مستوى خلال 18 شهراً

سجّلت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية أدنى مستوى لها منذ 18 شهراً، بعدما أشارت توقعات الطقس إلى ارتفاع درجات الحرارة في المدى القريب، فيما يقيّم المتعاملون في السوق آفاق اتفاق سلام محتمل في أوكرانيا. ووفقاً لما أفادت به بلومبيرغ اليوم الجمعة، هبطت العقود الآجلة المعيارية إلى مستويات لم تشهدها منذ أيار /مايو 2024، مع تراجع الطلب على التدفئة بفعل الطقس الأكثر دفئاً واستمرار تدفّق الإمدادات بوتيرة مريحة، إضافة إلى ظهور مؤشرات جديدة على تحرّكات دبلوماسية متعلقة بالحرب.
وأكدت أوكرانيا الخميس أنها وافقت على مراجعة خطة سلام توسطت فيها واشنطن وموسكو. ويراقب المتعاملون هذه التطورات عن كثب، إذ يمكن لأي اتفاق مع روسيا رغم ضبابيته الكبيرة حالياً أن يخفف العقوبات المفروضة عليها. ورغم أن روسيا، التي كانت سابقاً المورّد الأكبر للغاز إلى الاتحاد الأوروبي، تغطي اليوم نحو 10% فقط من واردات الوقود الأوروبية، إلا أن زيادة صادرات الطاقة الروسية إلى السوق العالمية، بما فيها النفط، قد تضغط على الأسعار.
وقال توم مارزك-مانسر، مدير شؤون الغاز والغاز الطبيعي المسال في أوروبا لدى Wood Mackenzie، إن “إنهاء الحرب قد يعني أن الحظر على إمدادات الأنابيب الروسية إلى الاتحاد الأوروبي لن يُطبّق أبداً، ما سيجعل أوروبا أكثر وفرة بالإمدادات مما كان متوقعاً سابقاً”.
ورغم انخفاض المخزونات الأوروبية عن معدّلاتها التاريخية، يزداد تفاؤل التجّار بأن تدفّقات الغاز الطبيعي المسال العالمية ستكون كافية لتمكين القارة من اجتياز الشتاء. لكن السوق تبقى حساسة للغاية طوال موسم التدفئة، ويمكن لأي تغيّر كبير في الطلب أو الإمدادات أن يحرّك الأسعار بشكل حاد.
وتُظهر أحدث نماذج الطقس توقعات أكثر اعتدالاً خلال الأيام المقبلة في شمال غرب أوروبا ووسطها، ما يشكّل ارتياحاً بعد موجة البرد الأخيرة التي رفعت الطلب على الغاز ودفعت إلى استخدام أكبر للمخزون. ويشير خبير الأرصاد في شركة Vaisala، ماثيو دروس، إلى أن بداية شهر كانون الأول “تستمر في تسجيل اتجاهات أكثر دفئاً مقارنة بالتوقعات السابقة”.
وتراجع عقد الغاز الهولندي لشهر أقرب استحقاق وهو المعيار الأوروبي بنسبة 2.6% ليصل إلى 30.36 يورو للميغاواط/ساعة بحلول الساعة 9:22 صباحاً في أمستردام.
