Contact Us
Ektisadi.com
طاقة

حرب الطاقة تشتعل بين روسيا وأوكرانيا قبل محادثات السلام

.

تتصاعد الحرب في قطاع الطاقة بين روسيا وأوكرانيا مع إقتراب محادثات السلام، في وقت يسعى كل طرف لتحقيق مكاسب بعد شهور من الجمود على الجبهات. وأفادت بلومبيرغ أن الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تسببت بإنقطاعات كهربائية طويلة، بينما ردت كييف بإستهداف منشآت الطاقة الروسية لتعطيل تدفق عائدات النفط والغاز إلى موسكو وإضعاف قدرتها على تمويل الحرب.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع بلومبيرغ: "ستفعل روسيا كل ما في وسعها لضمان إنقطاعات مستمرة، لكن عليهم أن يعرفوا أننا سنرد. أعتقد أن ذلك عادل".

وتأتي هذه الهجمات بينما يسعى الطرفان لوضع أنفسهم في موقف أفضل قبل أي مفاوضات محتملة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات. وذكرت بلومبيرغ أن خطة سلام مكونة من 28 نقطة تم إعدادها بمشاركة روسيا، وأعرب زيلينسكي عن إستعداده للعمل عليها مع الرئيس الأمريكي. وتشمل الخطة تنازلات أوكرانية عن مساحات واسعة من الأراضي، تحديد حجم الجيش، رفع العقوبات عن موسكو تدريجيًا، وإستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا، مع تعاون أمريكي لإعادة بناء البنية التحتية للغاز.

وأعلنت شركة أوكرانية لإدارة الشبكة الكهربائية، عن تطبيق انقطاعات طاقة طارئة لمعظم المناطق أثناء إصلاح الأضرار الناتجة عن الهجمات الروسية وفقًا لبلومبيرغ.

وأشار ماكسيم تيمتشينكو، الرئيس التنفيذي لشركة DTEK، أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، إلى أن هذا الشتاء قد يكون الأقسى منذ بدء الغزو الروسي الكامل في 2022، مع إستمرار روسيا منذ أيلول/سبتمبر في إستهداف جميع أنواع منشآت الطاقة بما في ذلك المناجم ومحطات الكهرباء والخطوط الكهربائية ومنشآت الغاز.

وذكرت بلومبيرغ أن هجومًا روسيًا يوم الأربعاء بإستخدام أكثر من 500 طائرة مسيرة وصاروخ أسفر عن مقتل 25 شخصًا وتسبب بإنقطاعات كهربائية جديدة، فيما أطلقت روسيا أكثر من 2000 طائرة مسيرة وصواريخ خلال الأسبوع الماضي فقط، وفقًا لتصريحات زيلينسكي.

وفي المقابل، إستهدفت أوكرانيا نحو 45 منشأة روسية لإنتاج الوقود منذ أوائل آب/أغسطس، مع هجمات على مصافي النفط وخفض الإنتاج دون المعدل الموسمي، إضافة لهجمات على منشآت تحميل النفط في البحر الأسود في تشرين الثاني/نوفمبر، ما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ وتعطيل صادرات الخام مؤقتًا، حسب بلومبرغ.

وحصلت أوكرانيا مؤخرًا على صواريخ كروز بريطانية من طراز "ستورم شادو" وإستخدمت صواريخ ATACMS أميركية لضرب أهداف عسكرية في روسيا، في حين أسقطت الدفاعات الجوية الروسية أربعة صواريخ ATACMS فوق منطقة فورونيج، بحسب بلومبيرغ.

وقال إريك سياراميلا، الباحث في معهد كارنيجي للسلام الدولي بواشنطن، لبلومبيرغ أن تطوير أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى قلص ما كان ميزة روسية شبه كاملة في هجمات قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن إستمرار أوكرانيا في توسيع ترسانتها قد يجعل صانعي القرار الروس يتساءلون عما إذا كان الهجوم على الشبكة الأوكرانية مجديًا.

وأضاف التقرير أن شبكة روسيا الكهربائية بقيت مستقرة نسبيًا، لكنها تعتمد على معدات غربية من شركات مثل GE وSiemens، ما يزيد من تعرضها لهجمات أوكرانية في ظل صعوبة إستبدال المعدات التالفة بسبب العقوبات.