نيجيريا تغلق عشرات المدارس بعد اختطاف مئات الطلاب

وفقًا لصحيفة بلومبيرغ، طلبت وزارة التعليم من طلاب 47 مدرسة داخلية تابعة للحكومة الفيدرالية إخلاءها فوراً. وبشكل منفصل، أُغلقت عدة مدارس في المنطقة الوسطى من البلاد، حيث لا يزال أكثر من 200 طالب محتجزين بعد أن اختُطفوا من مدرسة كاثوليكية في ولاية النيجر يوم الجمعة. ويضاف إلى ذلك حادث اختطاف 26 طالبًا من مدرسة في ولاية كيبي يوم الاثنين، تمكن اثنان منهم لاحقًا من الهرب، وفق ما أفادت به سلطات المدارس.

وتشهد نيجيريا أزمة متصاعدة من اختطاف الطلاب، إذ تم تسجيل ما لا يقل عن خمس حوادث منذ تولّي الرئيس بولا تينوبو منصبه في مايو 2023. ويُشار إلى أن هذه الظاهرة ازدادت بشكل ملحوظ خلال فترة الرئيس السابق محمدو بوهاري، الذي تولى السلطة عام 2015، ووعد بمكافحة انعدام الأمن في الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أفريقيا.

وقد استشهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بهذه الحوادث لتأكيد مزاعمه بأن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد في نيجيريا. كما التقى وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بمستشار الأمن القومي النيجيري نُهُو ريبادو يوم الجمعة، ليؤكد موقف الإدارة الأمريكية بأن المسيحيين في هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا يتعرضون لـ”عنف مروّع”.

وتشكل هذه الأحداث جزءًا من تاريخ طويل من الانقسامات العرقية والدينية في نيجيريا، حيث كان المسلمون والمسيحيون على حد سواء من الضحايا. ومع ذلك، ترسخت فكرة أن المسيحيين يتعرضون لاضطهاد ممنهج في بعض الأوساط اليمينية لاحقًا، وهو ما سلط الضوء على الحاجة إلى إجراءات أمنية أكثر صرامة لحماية الطلاب والمدارس.

ويأتي إغلاق المدارس كإجراء احترازي للحفاظ على سلامة الطلاب، في ظل غياب حلول أمنية فعالة حتى الآن. ويعكس تصاعد عمليات الخطف ضعف التنسيق الأمني بين السلطات المحلية، فضلاً عن المخاطر المتزايدة على التعليم العام، خصوصاً في المناطق النائية والمناطق التي تشهد نزاعات مسلحة وعصابات مسلحة ناشطة.

كما دعت السلطات المحلية والأمنية أولياء الأمور إلى توخي الحذر وعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس في الوقت الراهن حتى تتضح الإجراءات الأمنية الجديدة. ويعمل المسؤولون على إعادة تقييم بروتوكولات الحماية في المدارس، بما يشمل زيادة عدد الحراس، تركيب كاميرات مراقبة، ووضع خطط استجابة سريعة في حال وقوع أي حادث.