Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

بحلول 2029: الصين تحكم قبضتها على عناصر تنزانيا النادرة

freepik__the-style-is-candid-image-photography-with-natural__93823

على مدى سنوات، عُلّقت آمال الغرب على مشروع تعدين في إفريقيا لخفض اعتماده على الصين في تأمين العناصر الأرضية النادرة. لكن قبل أسابيع قليلة، انتهى المطاف بالمشروع نفسه في يد بكين.

وبحسب تقرير نشرته وول ستريت جورنال يوم السبت، فإن عجز شركة Peak Rare Earths الأسترالية عن إنشاء سلسلة توريد خالية من الصين يقدّم مثالًا واضحًا على كيفية نجاح بكين في إحكام سيطرتها على إمدادات المعادن الحيوية حول العالم وهو نفوذ تستخدمه اليوم بمهارة لتحقيق مكاسب جيوسياسية. فقد سبق للصين أن قلّصت صادرات العناصر النادرة للضغط على الرئيس دونالد ترامب وانتزاع تنازلات خلال الحرب التجارية.

وجاء استحواذ شركة صينية عملاقة على Peak في الخريف الماضي ليشكّل حلقة جديدة ضمن سلسلة تسمح لبكين، بحلول عام 2029، بالحصول على كامل إنتاج تنزانيا من العناصر الأرضية النادرة وهي إحدى أهم الدول الصاعدة في هذا القطاع، وفقًا لبيانات Benchmark Mineral Intelligence. ويشبّه بعض الخبراء هذا النفوذ بقبضتها الحالية على إنتاج الكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتقول غراسيلين باسكاران، خبيرة المعادن الحيوية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، إن "هذه خسارة استراتيجية كبيرة. فهي تعزز القوة السوقية للصين وقدرتها على زعزعة سوق هشّ أصلًا".

ومنذ أن بدأت الصين هذا العام بتقييد إمدادات العناصر النادرة، تسارعت جهود الدول الغربية للبحث عن مصادر بديلة يمكن تطويرها بسرعة. لكن كثيرًا من تلك الرواسب الواعدة كانت الشركات الصينية قد استحوذت عليها مسبقًا، بما في ذلك رواسب من الليثيوم والنيكل والعناصر النادرة.

وتعود القصة إلى عام 2010 حين اكتشفت شركة Peak أحد أفضل رواسب العناصر النادرة في العالم داخل تنزانيا. وكانت خطتها تقضي بتكرير الخام في المملكة المتحدة، بهدف إنشاء سلسلة توريد متكاملة خارج آسيا.

لكن الصين كانت آنذاك قد فرضت سيطرتها على معظم مناجم العناصر النادرة عالميًا. كما أدت صادراتها الضخمة إلى إبقاء الأسعار منخفضة، ما صعّب على الشركات الغربية جمع التمويل اللازم لتطوير مناجم جديدة، وظل المشروع معلّقًا لسنوات.

وفي عام 2019، طلب روكي سميث، الرئيس التنفيذي لشركة Peak آنذاك، دعمًا حكوميًا أجنبيًا لتطوير منجم تنزانيا. وكانت توقيتاته مناسبة، إذ كانت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين في أوجها، بينما حذّرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية من قدرة بكين على استخدام العناصر النادرة كسلاح اقتصادي. وقالت صحيفة "الشعب" الصينية: "الولايات المتحدة قد تخسر إمدادات مواد حيوية لقوتها التكنولوجية".

وبالفعل حصل سميث على خطاب اهتمام من مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار، وهي جهة حكومية أميركية تموّل مشروعات في الدول النامية. لكن الرئيس التنزاني آنذاك جون ماغوفولي عارض المشاريع الأجنبية في قطاع التعدين، ما أدى إلى تراجع الولايات المتحدة عن تمويل المشروع. كما امتنعت حكومات أخرى عن تقديم الدعم المالي.

وفي عام 2021، توفي ماغوفولي وتولت سامية صولوحو حسن الرئاسة، وكانت أكثر انفتاحًا على مشاريع التعدين الأجنبية. ومع ذلك، كان داعمو Peak قد بدأوا يفقدون صبرهم.

وفي عام 2022، باع المستثمر الرئيسي Appian Capital Advisory، وهو صندوق بريطاني للأسهم الخاصة، حصته البالغة 20% في Peak إلى Shenghe Resources، وهي شركة صينية شبه حكومية تهيمن على قطاع العناصر النادرة وتستحوذ تدريجيًا على الحصص الغربية في رواسب تنزانيا.

وقالت شركة Appian إنها حاولت مرارًا الحصول على دعم حكومي بريطاني لدفع المشروع قدمًا. وصرّح رئيسها التنفيذي مايكل شيرب: "كان هذا المشروع قادراً على توفير جزء كبير من احتياجات المملكة المتحدة وأوروبا من العناصر النادرة، لكننا لم نتلقّ أي دعم".

بحلول 2029: الصين تحكم قبضتها على عناصر تنزانيا النادرة | Ektisadi.com | Ektisadi.com