Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

محمد بن سلمان أمام تحدٍ كبير لتحويل وعود ترامب إلى مكاسب فعلية

Trump-MBS-2025-2.jpg

الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي عهد المملكة العربية السعودية في البيت الأبيض (إنترنت)

رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأسبوع الماضي في البيت الأبيض بحفاوة كبيرة وسلسلة من التعهدات ، في عرض ودي عزز العلاقات الثنائية بين البلدين. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر لمحمد بن سلمان، المعروف بـ MBS، وهو الأمير البالغ من العمر 40 عامًا، هو كيفية استثمار هذا التقارب لتحقيق مكاسب ملموسة تتجاوز فترة حكم ترامب.

وشملت قائمة المكاسب وفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , إعلان السعودية كحليف رئيسي غير عضو في حلف الناتو إلى جانب إسرائيل وقطر ومصر، ووافق ترامب على بيع طائرات مقاتلة متقدمة من طراز F-35 للمملكة، كجزء من اتفاق أوسع لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين. كما وافقت واشنطن على بيع رقائق الذكاء الاصطناعي للسعوديين، وأحرزت بعض التقدم في مجالات الطاقة النووية والمعادن الاستراتيجية.

تمثل هذه المكاسب خطوة لتعزيز علاقة تمتد لأكثر من 80 عامًا، وتوسعها بعيدًا عن النفط الذي كان يشكل الركيزة التقليدية للعلاقات بين البلدين. ومع ذلك، فإن الجوهر الفعلي لهذه الاتفاقات لم يرتقِ إلى مستوى الصفقات الكبيرة التي كان المسؤولون السعوديون يسعون إليها خلال مفاوضات مطولة وأحيانًا متوترة قبل الزيارة، مما يشير إلى أن هناك المزيد من العمل المطلوب إنجازه.

بالإضافة , يتعقد هذا المسار بسبب التحفظات في الكونغرس تجاه ولي العهد، والاعتقاد بأن منح السعودية التزامات قوية لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة الوطنية. وقد تجلت هذه المخاوف بشكل واضح في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء، عندما برأ ترامب محمد بن سلمان من أي تورط في مقتل وتشريح الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، رغم تقرير استخباراتي أميركي أشار إلى تورطه.

واشار آرون ديفيد ميلر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "جميع الجوانب التي تجعل السعودية شريكًا إشكاليًا لا تزال قائمة وستظل مرئية بينما نحاول تحويل هذه الزيارة الرمزية إلى شيء ملموس أكثر".

اما على صعيد القلق الإسرائيلي ، هناك مخاوف متزايدة بشأن وعد ترامب ببيع معدات عسكرية متقدمة للسعوديين، بما في ذلك طائرات F-35، دون إحراز أي تقدم جوهري في قضية تطبيع العلاقات بين السعودية والدولة اليهودية.

وقال إهود ياري، زميل في معهد واشنطن ومقره إسرائيل: "لقد مُنحت المكافآت المتعلقة بالانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم بالفعل. بعد زيارتهم، ليسوا في عجلة من أمرهم"، في إشارة إلى السعوديين.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه تحدث مطولًا مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وتم التأكيد له بأن إسرائيل ستحافظ على ما يُعرف بالميزة العسكرية النوعية في الشرق الأوسط فيما يتعلق بالأسلحة وأنظمة القتال. وأضاف نتنياهو: "من التقرير الذي تلقيته عن الاجتماع، لم يحصل بالضبط على كل ما يريد , ولن أفصل أكثر"، في إشارة إلى محمد بن سلمان.

من جهته، أشار دانيال شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل وفقاً لبلومبيرغ ، إلى أن ترامب لم يلبي حتى الآن مطلبين أساسيين للسعوديين يمكن ربطهما بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهما: معاهدة دفاع متبادلة كاملة وملزمة، واتفاقية للطاقة النووية المدنية تسمح بتخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية تحت إشراف أميركي. ولا يزال موضوع الدولة الفلسطينية يمثل العقبة الرئيسية أمام أي تقدم جوهري في هذا المسار.

ختاماً , يعكس هذا الوضع أن العلاقات السعودية-الأميركية، رغم المكاسب الرمزية الكبيرة، تواجه تحديات متعددة تشمل السياسة الداخلية الأميركية والاعتبارات الجيوسياسية الإقليمية، مما يجعل مهمة محمد بن سلمان في تحويل الزيارة الرمزية إلى مكاسب استراتيجية ملموسة أكثر تعقيدًا.