Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

صدع السويس يتحرك ويفتح الباب لزلازل محتملة

23 نوفمبر 2025
4b70423a-6d8c-4763-ae4a-b6aea0099a7c

شهدت الأوساط العلمية جدلاً محتدماً اليوم الأحد، إثر صدور دراسة جيولوجية جديدة نشرتها مجلة "رسائل الأبحاث الجيوفيزيائية"، وموقع "لايف ساينس" العلمي، متحدية الاعتقاد السائد منذ قرون بأن صدع خليج السويس، الذي يفصل بين قارتي آسيا وإفريقيا، هو صدع "فاشل" ومتوقف عن الحركة منذ حوالي 5 ملايين سنة.

في هذا السياق، كشفت الدراسة أن صدع السويس لا يزال في الواقع يتفكك ببطء وثبات، كما يتمدد بمعدل ثابت يبلغ 0.5 مليمتر (0.02 بوصة) سنوياً.
وقد اعتمد الباحثون، بقيادة ديفيد فرنانديز بلانكو، عالم الجيولوجيا في معهد علوم وهندسة أعماق البحار التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، في استنتاجاتهم على تحليل دقيق للانكسارات الحديثة في الصدوع، المدرجات الساحلية المرتفعة، إضافة إلى رصد التجمعات الزلزالية العميقة في المنطقة، إذ قاموا بفحص امتداد منطقة الصدع الذي يبلغ 300 كيلومتر، كما درسوا التضاريس ومسارات الأنهار التي تقطع الصخور، والتي كشفت عن ملامح غير عادية لا يمكن تفسيرها بالتآكل وحده، بل تعزى إلى الحركة التكتونية للصفائح الأرضية.

من جانبه، أشار بلانكو إلى أن هذا العمل يغير بشكل أساسي الطريقة التي يتم التفكير فيها بشأن تطور الصدع، موضحا استمرار هذا التمدد يحمل، على الرغم من ضآلته، دلالات جيولوجية بالغة الأهمية، مؤكدا أن النشاط التكتوني بين قارتي أفريقيا وآسيا لم يتوقف تماماً، بل تباطأ منذ خمسة ملايين سنة عندما تغيرت حركات الصفائح الأرضية، وانتقل النشاط الرئيسي إلى منطقة البحر الميت.
نتيجة لذلك، تنشأ تساؤلات ملحة حول ما قد يحمله المستقبل للحركة الزلزالية في هذه المنطقة، وكيف سيشهد هذا الحد الفاصل بين قارتي أفريقيا وآسيا تغيرات عبر العصور.

في سياق متصل، يُطمئن العلماء بأن هذا الامتداد بطيء للغاية، ولذلك لا يشكّل أي خطر مباشر حالياً، ومع ذلك، فإن النتائج الجديدة تسلط الضوء على التعقيد الهيكلي للبنية الجيولوجية لمنطقة البحر الأحمر وخليج السويس.
وقد أشار بلانكو إلى أن نتائج الدراسة قد تعني أن منطقة خليج السويس معرضة أكثر للزلازل المدمرة مما كان يُعتقد سابقاً، كما توضح الدراسة أن حركة صفائح الأرض أكثر ديناميكية مما كان يُعتقد، وتشير إلى أن مناطق الصدوع الأخرى في العالم، التي يُفترض أنها ثابتة، تستحق إعادة النظر فيها باستخدام أدوات حديثة لمعرفة ما إذا كانت قد توقفت عن التصدع بالفعل.