وزارة الشؤون الاجتماعية تتحول إلى "وزارة التنمية الاجتماعية"... فما السبب؟

الوزيرة حنين السيد (إنترنت)
أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد عن تغيير اسم الوزارة رسميًا إلى وزارة التنمية الاجتماعية، في خطوة أكدت أنها تُجسّد تحولًا استراتيجيًا في فلسفة العمل الاجتماعي في لبنان، من توزيع المساعدات إلى تبنّي نهج شامل للتمكين الاجتماعي والاقتصادي. وجاء الإعلان بعد إقرار مجلس الوزراء التعديل خلال أيلول/سبتمبر 2025، وفق ما أكدته الوزيرة عبر عدة منصات إعلامية.
تشدد السيّد على أن هذا التغيير لا يقتصر على المسمّى، بل يترافق مع إعادة هيكلة عميقة لنظام الحماية الاجتماعية. وتوضح أن الوزارة باتت معنية بوضع سياسات تنموية تساعد المواطنين على الاعتماد على أنفسهم بدل الاكتفاء بالمساعدات الظرفية، فيما تُشكّل برامج الإدماج الاقتصادي والتشغيل وتنمية المهارات جوهر الرؤية الجديدة. وتشير إلى أنّ الكرامة الإنسانية “لا تُستعاد بالمساعدات فقط، بل بالعمل والتمكين”، في إطار مقاربة تعتبر الحماية الاجتماعية جزءًا من منظومة إنتاج وليس مجرد دعم استهلاكي.
وفي صلب الخطة، تعمل الوزارة على توحيد قواعد البيانات الاجتماعية وإنشاء سجل اجتماعي وطني يضمّ نحو مليوني مواطن، بهدف رفع مستوى الدقة والعدالة في الاستفادة من البرامج، إضافة إلى رقمنة الخدمات وتفعيل الشراكات مع المجتمع المدني والقطاع الخاص. كما تُحضّر الوزارة لوحدة جديدة مخصصة للإدماج الاقتصادي، تركّز على تدريب وتشغيل ذوي الإعاقة ودعم المشاريع الصغيرة، إلى جانب مراجعة برنامج “أمان” لضمان وصول الدعم فقط إلى المستحقين عبر زيارات ميدانية ومعايير موحّدة.
ويأتي هذا التحول في وقت يعيش فيه لبنان واحدة من أسوأ أزماته الاقتصادية والاجتماعية، مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتراجع فرص العمل، ما يجعل الانتقال من “وزارة مساعدات” إلى “وزارة تنمية” حاجة وطنية ملحّة. فالتنمية الاجتماعية، كما تصفها السيّد، ليست استجابة ظرفية، بل مسار إصلاحي يهدف إلى بناء شبكات حماية مستدامة تقلل الاعتماد على المساعدات وتعيد دمج الفئات الأكثر هشاشة في الدورة الاقتصادية.
