تراجع أرباح الصين 5.5% وسط تزايد الضغوط الاقتصادية

أظهرت بيانات بلومبيرغ اليوم الخميس أن أرباح الشركات الصناعية في الصين عادت إلى التراجع للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، ما يضيف دليلاً جديدًا على أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يفقد زخمه. فقد انخفضت أرباح المؤسسات الصناعية بنسبة 5.5% في الشهر الماضي مقارنة بالعام السابق، وفقًا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء، بعد زيادات تجاوزت 20% خلال الشهرين السابقين. وكانت توقعات “بلومبيرغ إيكونوميكس” تشير إلى ارتفاع بنسبة 2.8% في تشرين الأول/ أكتوبر.
وعلى مدى الأشهر العشرة الأولى من العام، ارتفعت الأرباح بنسبة 1.9%. وواصلت الشركات الصناعية والمرافق تحقيق نمو قوي، بينما عانى قطاع التعدين من تراجع مزدوج الرقم في الأرباح. ويعكس هذا التدهور المفاجئ التأثير السلبي لبرودة النشاط الاقتصادي على أرباح الشركات، وهو عامل يهدد بالضغط على الاستثمار والتوظيف. وتزداد المخاوف خاصة مع تباطؤ تضخم أسعار المنتجين لثلاثة أشهر متتالية، بالتزامن مع جهود الحكومة للحد من فائض الإنتاج والمنافسة الشرسة.
ولا يزال المشهد المستقبلي للأرباح قاتمًا، إذ قد يتراجع الطلب على السلع الأساسية والمنتجات المصنعة بشكل إضافي. كما شهد نمو الإنتاج الصناعي تباطؤًا أكبر من المتوقع الشهر الماضي، في حين ارتفعت مبيعات التجزئة بشكل طفيف فقط، وسجل الاستثمار انخفاضًا غير مسبوق للفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر.
ورغم مؤشرات التباطؤ، لا يعكس ذلك بالضرورة نية الجهات الصينية لإطلاق حزم تحفيز جديدة، إذ يبدو أن تحقيق هدف النمو السنوي البالغ نحو 5% بات في المتناول. وقال المحلل في المكتب الوطني للإحصاء، يو وينينغ، في مذكرة منفصلة، إن الحكومة “ستواصل تنفيذ” السياسات الحالية و”تعزيز التنسيق” لتوسيع الطلب المحلي ودعم محركات النمو الجديدة.
وأوضح يو أن من بين أسباب ضعف الأرباح في تشرين الأول/ أكتوبر “الارتفاع السريع” في النفقات المالية، إضافة إلى تأثيرات المقارنة الإحصائية مع مستوى مرتفع العام الماضي.
