مبيعات الجمعة السوداء تتحدى التوقعات وتكشف مرونة السوق

شهدت مبيعات الجمعة السوداء تجاوزا في مستوياتها مقارنة بالعام السابق اليوم السبت، حيث سجلت مبيعات التجزئة (باستثناء السيارات) نموًا بنسبة 4.1 بالمئة بعد عيد الشكر، إذ يُعد هذا الارتفاع أعلى من نسبة النمو المسجلة العام الماضي التي بلغت 3.4 بالمئة، ما يعكس قوة إنفاق المستهلكين الأميركيين على الرغم من المخاوف الاقتصادية السائدة.
وبحسب وكالة بلومبيرغ، فإن هذه الأرقام، التي لم تُعدل لمراعاة التضخم، التي تشمل المشتريات عبر الإنترنت والشخصية، مما يوفر نظرة واسعة على النشاط الاقتصادي، كما تُبرز هذه المعطيات مرونة المتسوقين الأميركيين في مواجهة التكاليف المرتفعة والقلق بشأن سوق العمل.
ووفقا لبلومبيرغ، يقدم تجار التجزئة، خصومات على مجموعة واسعة من السلع لجذب المستهلكين الحساسين للأسعار، على الرغم من أن عمق هذه العروض الترويجية قد يكون أقل منه في السنوات الماضية، كما تركز الشركات على سلع حصرية وجديدة لهذا الموسم، بدءًا من أغطية الأرائك بسعر 10 دولارات وصولاً إلى دمى باربي بسعر 5 دولارات.
في السياق نفسه، يُعد موسم العطلات مؤشرًا هامًا لطلب المستهلكين، حيث يراقب المديرون التنفيذيون، الاقتصاديون، والمستثمرون عادات إنفاق الأسر عن كثب.
ورغم ميل المتسوقين للإنفاق السخي على الهدايا في نهاية العام، فقد بدأت الاتجاهات تتغير، حيث أثار ارتفاع التكاليف في مختلف قطاعات الاقتصاد مخاوف من أن يقلل المستهلكون من عدد مشترياتهم.
في هذا الإطار، أفادة بلومبيرغ عن ارتفاع المبيعات داخل المتاجر بنسبة 1.7 بالمئة، متجاوزة وتيرة العام الماضي، في حين ارتفعت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 10.4بالمئة، وهي نسبة أقل من مكاسب العام الماضي.
و في الجمعة السوداء، قد برزت متاجر التجزئة التي تستهدف المراهقين، خصوصا الذين هم في العشرينات من العمر، حيث جذبت حركة مرور كثيفة، كما استقطبت المتاجر التي قدمت خصومات كبيرة حشودًا ضخمة.
من جانبها، ذكرت شركة وول مارت، أن تلفزيونات فيزيو وحلقات أورا والألعاب الموسمية كانت سلعًا مطلوبة، إذ كان المتسوقون يسعون للاستفادة القصوى من الصفقات، كما حققت ديكورات العطلات والأدوات مبيعات جيدة في هوم ديبوت.
على الجانب الآخر، شعر العديد من المتسوقين أن الصفقات كانت أقل قوة مما كانت عليه في العام الماضي، خاصة في البداية، إذ دفع هذا تجار التجزئة إلى استقطاب المشترين الحذرين بتقديم هدايا مجانية.
في هذا السياق، أشارت شركة "تارجت كورب"، إلى أن استراتيجيتها لجذب المستهلكين الحذرين تضمنت تقديم هدايا مجانية، حيث كان ينتظر 150 متسوقًا في المتوسط عند افتتاح المتاجر للحصول عليها.
وبالنظر إلى الإفصاح عن الأداء، من المتوقع نشر البيانات الأولية الخاصة بأداء قطاع التجزئة خلال الأسابيع القليلة القادمة، إلا أن النتائج النهائية والمفصلة لعمليات الشركات لن تتوفر حتى أوائل عام 2026.
