الذكاء الاصطناعي يهدّد بنوك أوروبا... فما السبب؟

حذّر أعلى مسؤول رقابي مالي في هولندا من أن تبنّي الذكاء الاصطناعي سيعرّض المصارف الأوروبية لتهديدات نظامية أكبر نتيجة اعتمادها المتزايد على عمالقة التكنولوجيا الأجانب، داعياً إلى تحرك سريع للحد من هذه المخاطر، وفق ما أفادت بلومبيرغ اليوم الإثنين.
وقال ستيفن مايور، رئيس الإشراف في البنك المركزي الهولندي، في مقابلة: "هناك حاجة ملحّة لمعالجة هذا الأمر. فكلما زاد استخدام الذكاء الاصطناعي، زاد الاعتماد على جهات خارج أوروبا."
وتستند المصارف الأوروبية بشكل كبير إلى مزوّدي خدمات الحوسبة السحابية الأميركيين مثل مايكروسوفت وأمازون وألفابت لاستضافة جزء كبير من بنيتها التحتية الرقمية، إضافة إلى اعتمادها على أكبر شركات الذكاء الاصطناعي العالمية مثل OpenAI وNvidia. ويرى مايور أنه على المدى الطويل يجب على الاتحاد الأوروبي تطوير بدائل محلية لتقليل المخاطر، مثل الانقطاعات التي قد تشل أنظمة الدفع أو الارتفاع الحاد في الأسعار الذي قد يقوّض تنافسية البنوك الأوروبية.
ووفقًا لبلومبيرغ أشار تقرير حديث صادر عن البنك المركزي الهولندي وهيئة الأسواق المالية إلى ارتفاع مستويات اعتماد القطاع المالي الهولندي على شركات التكنولوجيا الأجنبية. وقال مايور إن هذا الواقع سيدفع إلى بدء "نقاش على مستوى الاتحاد الأوروبي" حول كيفية تعامل الجهات الرقابية المالية مع هذه المخاطر.
ويرى مايور أن جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز أسواق رأس المال قد تساعد في تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة من خلال دعم أكبر للشركات الناشئة. كما يمكن لممارسات الشراء الحكومية والخاصة أن تأخذ في الاعتبار عامل "السيادة التقنية" لمزوّدي الخدمات، ومكافأة الشركات الأوروبية التي توفر مستوى أعلى من ضمانات الاستمرارية.
وأضاف: "في هذا المجال، لسنا بحاجة لإقناع القطاع المالي بوجود المشكلة، فالشركات نفسها مدركة للخطر."
وأوضح أن المؤسسات المالية تتخوّف من الوقوع في فخ الاعتماد الكامل على مزوّد واحد، ما قد يؤدي لاحقاً إلى ارتفاع الأسعار أو صعوبات في تغيير المزوّد.
أما المخاطر قصيرة المدى المرتبطة بالاستقرار المالي، فيمكن الحد منها عبر إعداد سيناريوهات لمواجهة الاضطرابات المحتملة، وتبادل المعلومات حول التهديدات، وتأمين مفاتيح التشفير، بحسب تقرير البنك المركزي الهولندي.
