انكماش قطاع التصنيع في الصين رغم الدعم الآتي من الهدنة التجارية

تراجع نشاط التصنيع في الصين خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وفق ما أظهرت مؤشرات رسمية وخاصة، وذلك رغم ارتفاع الطلب الخارجي بعد الهدنة التجارية الأخيرة مع الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرته بلومبيرغ. فقد فشل هذا التحسن الخارجي في وقف التباطؤ الاقتصادي العميق الذي تشهده البلاد.
وبحسب بيان صدر يوم الإثنين، انخفض مؤشر RatingDog لمديري مشتريات التصنيع بشكل غير متوقع إلى 49.9، متراجعاً تحت مستوى 50 الذي يفصل بين التوسع والانكماش للمرة الأولى منذ أربعة أشهر، رغم الارتفاع القوي في طلبات التصدير الجديدة. وتشير بلومبيرغ إلى أن هذه النتائج جاءت مفاجئة للأسواق التي كانت تتوقع استمرار التحسن.
وبعد يوم واحد، أفاد المكتب الوطني للإحصاء بأن المؤشر الرسمي للتصنيع بقي في حالة انكماش للشهر الثامن على التوالي، محققاً تحسناً طفيفاً لكنه موسعاً بذلك سلسلة التراجع الأطول على الإطلاق، وفق ما نقلته بلومبيرغ. ومن بين المكوّنات الرئيسية للمؤشر، سجّل مؤشر طلبات التصدير الجديدة أعلى ارتفاع.
في المقابل، تُقابل قوة الطلب الخارجي حالة ضعف مستمرة في الطلب المحلي وأزمة خانقة في قطاع الإسكان، ما يدفع الاقتصاد نحو أبطأ وتيرة نمو منذ الربع الأخير من عام 2022، حين كانت البلاد على وشك إنهاء سياسة الإغلاق الصارم الخاصة بـ"صفر كوفيد". كما أظهر مؤشر النشاط غير التصنيعي الذي يقيس قطاعات البناء والخدمات انكماشاً في تشرين الثاني/نوفمبر للمرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات، وفق بيانات المكتب الوطني للإحصاء التي أبرزتها بلومبيرغ.
وقال ياو يو، مؤسّس شركة RatingDog، في البيان الذي نقلته بلومبيرغ: «على الرغم من تحسّن طلبات التصدير الجديدة في تشرين الثاني/نوفمبر، فإن هذا الاتجاه لم ينجح في تغيير حالة الركود التي يمرّ بها القطاع الصناعي». وأضاف أن بلوغ هدف النمو السنوي البالغ نحو 5% قد يدفع الحكومة إلى تعزيز الجهود على المستويين الإنتاجي والطلب المحلي مع نهاية العام.
وتشير بلومبيرغ إلى أن نتائج المؤشرين الرسمي والخاص تُعدّ حالة نادرة من الانكماش المتزامن، خصوصاً أن الاستطلاع الخاص يميل عادةً إلى إظهار أداء أكثر إيجابية للشركات الصغيرة والمصدّرة. أما اليوم، فقد عكس كلاهما تباطؤاً واضحاً في قطاع التصنيع.
وتعزز التقييمات التي تناولتها بلومبيرغ صورة اقتصاد يفقد زخمه هذا الربع، مع تراجع غير مسبوق في الاستثمار وبقاء الطلب الاستهلاكي ضعيفاً. ومع ذلك، خفّفت الهدنة المؤقتة بين الصين والولايات المتحدة التوترات التجارية بعد اجتماع الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ في كوريا الجنوبية قبل أسابيع.
وبحسب بلومبيرغ، لا يزال تحقيق هدف النمو السنوي البالغ نحو 5% أمراً ممكناً، ولا سيّما بعدما ضخت الحكومة خلال الأسابيع الماضية حزمة تحفيزية إضافية بقيمة تريليون يوان (ما يعادل 141 مليار دولار) منذ أواخر أيلول/سبتمبر، لدعم الاستثمار وتعزيز النشاط الاقتصادي.
