تسريب بيانات تاريخي في كوريا الجنوبية يؤثر على ملايين المستخدمين

تعرضت كوريا الجنوبية لأكبر تسريب بيانات في تاريخها عبر متجرها الإلكتروني الأكبر Coupang، حيث تضررت نحو 33.7 مليون حساب عملاء، ما يمثل نحو ثلثي سكان البلاد. ويأتي الحادث في عام يُعد الأعلى من حيث عدد الخروقات السيبرانية، ما يبرز نقاط ضعف كبيرة في أنظمة الدفاع الرقمي وسياسات حماية البيانات في سيول.
وفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , التسريب شمل البريد الإلكتروني وعناوين الشحن وأرقام الهواتف، ما قد يسهل تنفيذ هجمات تصيّد إلكتروني مستهدفة. ولم يُعرف بعد الجهة المسؤولة، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أن موظفاً سابقاً في Coupang قد استغل ثغرة في النظام. التحقيقات الرسمية لا تزال جارية، فيما قامت الشركة باتخاذ خطوات لتقليص حجم الضرر وإصلاح الثغرات بشكل عاجل.
الخبر أثار قلق المستهلكين والشركات على حد سواء، حيث يعتمد نحو 25 مليون مستخدم نشط على Coupang لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك تقديم معلومات حساسة مثل رموز أبواب الشقق لتسهيل التوصيل. وفي رد فعل سريع، ارتفعت أسهم شركة الأمن السيبراني Ahnlab Inc. بنسبة تصل إلى 8% في سيول، مع زيادة الاهتمام بخدمات حماية البيانات الرقمية.
ووفقاً لبلومبيرغ , يشير فيتالي كملوك، مؤسس شركة TitanHex للأمن السيبراني، إلى أن "كوريا الجنوبية شهدت زيادة مستمرة في الحوادث السيبرانية كل عام، ومن المتوقع أن تسجل 2025 أعلى عدد من الهجمات حتى الآن". وتعرضت شركات كبرى مثل SK Telecom للغرامة هذا العام بقيمة 97 مليون دولار بسبب فشلها في حماية بيانات العملاء وتأخرها في الإبلاغ عن الخروقات، فيما كشفت KT Corp وLotte Card Co. عن تسريبات أخرى خلال الأشهر الأخيرة.
بالإضافة , وفي الأسبوع الماضي، تعرضت أكبر بورصة للعملات المشفرة في البلاد، Upbit، لهجوم يُشتبه بأنه من كوريا الشمالية، في نفس اليوم الذي أعلنت فيه الشركة الأم عن استحواذ عملاق الإنترنت الكوري الجنوبي Naver Corp.
ختاماً , يبرز هذا التسريب أهمية حماية البيانات الشخصية في ظل الاعتماد الكبير على التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية، ويذكّر الشركات والمستهلكين بخطورة الهجمات السيبرانية وآثارها المحتملة على الاقتصاد والثقة في الخدمات الرقمية.
