شركة بلو أوريجن تسعى للتفوق على سبيس إكس في الوصول إلى القمر

تخطط شركة بلو أوريجن لإطلاق المزيد من المهمات المدارية، بما في ذلك رحلة شحن إلى القمر في أوائل 2026، بعد إطلاقات صاروخ نيو غلين الأخيرة وتجربة التقاط المعززات.

وأعلنت الشركة الشهر الماضي عن العمل على نسخة أكبر وأكثر قوة من صاروخ نيو غلين.

وقد أوردت وول ستريت جورنال أن الشركة التي تأسست منذ 25 عاماً ركزت في السابق على البحث وتطوير المهمات بطريقة منهجية وبطيئة أحياناً، فيما يسعى الرئيس التنفيذي ديف ليمب وكبار المسؤولين لاستثمار النجاحات الأخيرة وتسريع عمليات الشركة وزيادة وتيرة الإطلاقات.

وقال جون كولوريس، نائب الرئيس الأول المسؤول عن حملة الشركة القمرية، في أيار / مايو خلال حدث صناعي: “كانت بلو أوريجن تُعرف سابقاً بأنها تتحرك ببطء وتحرص على إنجاز الأمور بشكل صحيح، والآن نحن ننتقل إلى منظمة إنتاجية”.

ومنذ تولي ليمب منصب الرئيس التنفيذي في كانون الأول / ديسمبر 2023، سعى لإعادة ضبط توقعات السرعة، وفي كانون الثاني / يناير، بعد تأجيل أول محاولة إطلاق لنيو غلين، دفع الفريق لمحاولة الإطلاق مرة أخرى بوتيرة أسرع. كما قامت الشركة بتقليص عدد موظفيها بنسبة 10% وأجرت تغييرات في الإدارة وأوكلت مهاماً إضافية لإيان ريتشاردسون، نائب الرئيس الأول للعمليات، والمدير التنفيذي السابق في سبيس إكس.

وتسعى بلو أوريجن لتعزيز قدرتها التنافسية ضد سبيس إكس، التي تهيمن حالياً على إطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية ونقل الطواقم إلى الفضاء، معتبرة أن القمر فرصة لتحقيق تفوق على منافسها.

واستثمرت الشركة في تقنيات لتحويل المواد القمرية إلى خلايا شمسية وأسلاك لنقل الطاقة وموارد أخرى لدعم إقامة طويلة هناك. كما فازت بعقد من وكالة ناسا عام 2023 لتقديم مركبة هبوط أكبر للرواد في مهمة من المتوقع تنفيذها خلال السنوات القادمة.

وفي أوائل العام المقبل، تخطط بلو أوريجن لإطلاق مركبة شحن أصغر تُسمى بلو مون مارك 1 إلى سطح القمر، بهدف جمع بيانات وتسليم جهاز بحثي لوكالة ناسا. وبناءً على طلب المدير المؤقت لناسا شون دافي، قدّمت الشركة مؤخراً خطة لكيفية هبوط الرواد على القمر ضمن جدول زمني أسرع، فيما عرضت سبيس إكس مقترحاتها، مؤكدة أن مركبتها تبقى الطريقة الأسرع لإنجاز المهمة.

ويطمح العديد من المسؤولين في واشنطن إلى إرسال الأميركيين إلى القمر قبل الصين، وقد ناقش الرئيس ترامب مع جيف بيزوس رغبته في رؤية رحلة مأهولة خلال ولايته، حسبما أوردت وول ستريت جورنال. ويواجه برنامج ناسا لإعادة الرواد إلى سطح القمر المعروف باسم أرتميس صعوبات وتأخيرات.

وتشمل خطة بلو أوريجن المسرَّعة تطوير نسخة من مركبة الشحن لنقل رواد الفضاء لإقامة قصيرة على سطح القمر، بهدف إجراء هبوط بشري نحو نهاية 2028. وستستخدم المركبة المعدلة ما يُعرف بالوقود القابل للتخزين، ما يلغي الحاجة لإتقان نقل الوقود في الفضاء لهذه المهمة المحتملة، وهي مهمة تعمل الشركة على تطويرها لرحلة أخرى لرواد ناسا.