ارتفاع اليوان الصيني مقابل الدولار الأميركي

حددت الصين سعر الصرف المرجعي اليومي لليوان عند مستوى أضعف بكثير من تقديرات المتداولين والمحللين، في خطوة تُظهر أن بنك الشعب الصيني يسعى لتخفيف مكاسب العملة المُدارة، بحسب ما نقلته بلومبيرغ.
أفادت بلومبيرغ أن بنك الشعب الصيني (PBOC) ثبت سعر اليوان عند 7.0733 مقابل الدولار، أي أقل بـ164 نقطة عن متوسط تقديرات المشاركين في الإستطلاع. وكانت الفجوة بين التثبيت، الذي يحد من تحركات اليوان المحلي بنسبة 2% في كلا الإتجاهين، والتوقعات عند الجانب الضعيف هي الأكبر منذ شباط/فبراير 2022.
ويهدف بنك الشعب الصيني إلى تحقيق صعود محسوب لليوان يعكس تحسن الثقة في الأصول الصينية وضعف الدولار، مع الحفاظ على قوة صادرات البلاد. ورغم أن صعود العملة قد يشير إلى ثقة العائدات الإستثمارية وتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أنه قد يقلل من الميزة التنافسية للمنتجات الصينية في الأسواق الخارجية.
وقالت فيونا ليم، كبيرة محللي العملات الأجنبية في بنك مالايان بيرهارد في سنغافورة: "من الواضح أن بنك الشعب الصيني يقاوم زخم إرتفاع اليوان. هناك أسباب لتقدّم اليوان، لكن البنك بدأ يضمن أن يستمر معدل الإرتفاع تدريجيًا".
وجاء تثبيت يوم الخميس أضعف من جميع تقديرات العشرة مشاركين الذين شملهم إستطلاع بلومبيرغ، لكنه كان أقوى قليلًا من مستوى الجلسة السابقة، وهو ما يعكس إنخفاض الدولار خلال الليل.
وأشارت مصادر إلى أن الصين تستخدم أدوات مباشرة أكثر من مجرد التثبيت للحد من مكاسب اليوان. ففي الأسابيع الأخيرة، قامت البنوك المملوكة للدولة بشراء الدولار بين الحين والآخر لإبطاء صعود العملة، وفق متداولين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم تفويضهم بالتصريح علنًا، بحسب بلومبيرغ.
وقبل يوم الخميس، كان اليوان يقترب تدريجيًا من المستوى النفسي المهم البالغ 7 مقابل دولار، وسط صعود الأسهم المحلية وإنخفاض الدولار نتيجة المخاوف بشأن الوضع المالي الأميركي. وزاد الزخم بعد مكالمة غير متوقعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ، وإحتمال زيارة ترامب للصين العام المقبل.
وقالت لين سونغ، كبيرة الإقتصاديين في ING: "لا نتوقع إختبار مستوى 7 لبقية هذا العام، لكنه من المرجح أن يُخترق في وقت ما من العام المقبل. إستقرار العملة كان مفيدًا لتوفير بيئة مستقرة للتجارة والإستثمار الخارجي، وكان أيضًا مفتاحًا لتجنب منطقة جديدة من عدم اليقين في السوق في فترة تنتشر فيها المخاطر".
وأضافت تقارير بلومبيرغ أن صناديق التحوط باعت الدولار مقابل اليوان في السوق الفوري يوم الأربعاء، ودفعت إلى صفقات في سوق الخيارات تستفيد من تراجع زوج الدولار واليوان.
ويُظهر صعود اليوان مدى التغيرات منذ حرب التجارة السابقة التي شنها ترامب في 2018-2019، حين كانت الصين تعتمد بشكل كبير على المستهلك الأميركي. ومنذ ذلك الحين، وسعت الصين صادراتها نحو دول الجنوب العالمي وفرضت هيمنتها في سلاسل الإمداد الحيوية، مثل المعادن النادرة، وفقًا لتقارير بلومبيرغ.
وإنخفض اليوان بنسبة 0.1% في التداولات المحلية والخارجية صباح الخميس، بعد أن صعد هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى مقابل الدولار منذ أكثر من عام. مقابل سلة من العملات، كان يتداول قرب أقوى مستوى منذ نيسان/أبريل.
ومع ذلك، على أساس الوزن التجاري، لا يبدو اليوان قويًا بعد. فرغم المكاسب الأخيرة، فإن سعر الصرف الفعلي الحقيقي للصين، الذي يستبعد تأثيرات التضخم، يقترب من أدنى مستوى له منذ 2011، وفق بيانات بنك التسويات الدولية، التي نقلتها بلومبيرغ.
