Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

كأس العالم 2026 بين الترحيب العالمي وتشدد ترامب

كأس العالم 2026 (Ai)

يواجه فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدّيًا في كيفية استقبال العالم في كأس العالم لكرة القدم العام المقبل، في وقت يخوض فيه صدامات سياسية مع دول عديدة بما في ذلك كندا والمكسيك اللتان تشاركان الولايات المتحدة في استضافة الحدث نتيجة سياسات “أميركا أولاً”. وبحسب بلومبيرغ اليوم الجمعة، تأتي التحضيرات الأميركية لاحتضان أبرز حدث رياضي عالمي إلى محطة مفصلية مع إقامة قرعة البطولة، ذلك الحفل الباذخ الذي يحدد المواجهات ويُعد بمثابة احتفاء مُتلفز بكرة القدم العالمية.

غير أن هذا المناخ الاحتفالي يتقاطع بحدة مع حملة ترامب على الهجرة، والتي تشمل عمليات اعتقال علنية يقودها عناصر ملثمون، إضافة إلى قواعد تأشيرات أكثر صرامة أثارت مخاوف بشأن قدرة المشجعين واللاعبين والطاقم الفني من مختلف الدول على الحضور. كما تُلقي التوترات التجارية مع أوتاوا والمكسيكو سيتي بظلالها على الحدث الذي يفترض أن يجسّد التعاون بين دول أميركا الشمالية، فيما من المتوقع أن يحضر الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني رغم تعثّر مفاوضات التجارة لشهور وتلميحات ترامب بإمكانية الانسحاب من الاتفاق المشترك.

وترافق هذه التحضيرات سحابة سياسية تتمثل في الدور الكبير الذي يمنحه ترامب لنفسه في الترويج للمونديال رغم عدم شعبيته في العديد من الدول. وقد علّق تيم إلكومب، أستاذ في جامعة ويلفريد لورييه في أونتاريو والمتخصص في علاقة الرياضة بالسياسة الدولية، قائلاً إن كأس العالم 2026 قد لا يكون أقل إثارة للجدل السياسي من مونديال قطر.

ولتهدئة المخاوف، اعتمدت إدارة ترامب نبرة مباشرة مفادها: تعالوا واستمتعوا بالمباريات، لكن التزموا بمدة الإقامة. فقد قال نائب الرئيس JD فانس في أيار/مايو: “نريدهم أن يأتوا ويحتفلوا ويشاهدوا المباريات، لكن عندما ينتهي الوقت يجب أن يعودوا إلى بلدانهم، وإلا فعليهم التحدث إلى الوزيرة نُوِم”، في إشارة إلى وزيرة الأمن الداخلي المشرفة على سياسة الترحيل. ورغم أن التصريح أثار ضحكات موظفي البيت الأبيض حينها، فإنه يعكس التوترات الجيوسياسية المحيطة بأول نسخة من كأس العالم على الأراضي الأميركية منذ ثلاثة عقود.

وشدّد المتحدث باسم البيت الأبيض ديفيس إنغل على أن “الولايات المتحدة لم تكن يومًا أكثر احترامًا أو نجاحًا مما هي عليه الآن تحت قيادة ترامب التاريخية”، مضيفًا أن كون أميركا “أكثر دولة جذبًا في العالم يجعل منها المكان المثالي لاستضافة واحدة من أعظم الفعاليات الرياضية”.

وسعى ترامب أيضًا إلى وضع بصمته على تفاصيل المونديال، إذ لعب دورًا في نقل موقع حفل القرعة من لاس فيغاس إلى مركز كينيدي في واشنطن ليتمكن من الحضور، بعد أن أزاح قيادة المركز الثقافي العريق هذا العام ونصّب نفسه رئيسًا له. كما تُعد هذه المناسبة فرصة لإعادة توجيه النقاشات التجارية، رغم أن قادة أميركا الشمالية لا يتوقعون جلسة مخصّصة لذلك، وفق مصادر مطلعة.

ويواصل ترامب تلويحه بإمكانية إنهاء اتفاقية الولايات المتحدة–المكسيك–كندا التي وقّعها خلال ولايته الأولى بحلول الصيف المقبل، والسعي إلى إبرام اتفاقات ثنائية منفصلة مع كل دولة، فيما يستعد المسؤولون لمراجعة الاتفاق قبل موعد نهائي في تموز/يوليو وهو ما يضيف مزيدًا من الغموض إلى العلاقات الثلاثية.