Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

كبار مستشاري ترامب يضغطون لتوجيه خطاب الرئيس نحو مواجهة ارتفاع الأسعار

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (إنترنت)

إجتمع كبار مساعدي الرئيس دونالد ترامب معه في غرفة الطعام الخاصة قبل مغادرته البيت الأبيض لقضاء عيد الشكر ، لمناقشة التضخم والوضع الاقتصادي، في محاولة لتوجيه رسالته العامة نحو القدرة على تحمل تكاليف المعيشة.

وفي اجتماع آخر الشهر الماضي في المكتب البيضاوي، قدم المساعدون لترامب نتائج استطلاعات أجراها أحد مستشاريه توضح مخاوف الناخبين بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة. وبدأ الفريق بعرض منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تبيّن كيف ينظر الأميركيون إلى الاقتصاد، وشارك في هذه الجهود تقريباً جميع كبار المسؤولين في البيت الأبيض نقلا عن وول ستريت جورنال.

ويأتي هذا ضمن محاولة واسعة داخل البيت الأبيض لتغيير خطاب ترامب الاقتصادي، بعد أن أعرب العديد من مستشاريه عن قلقهم من أن مخاوف الناخبين بشأن الأسعار المرتفعة تؤثر سلباً على شعبيته وتضر بالحزب الجمهوري، وفق مصادر مطلعة. وأشارت المصادر إلى أن مستشاري ترامب شجعوه خلال الأسابيع الماضية على الحديث أكثر عن الإجراءات الحكومية لزيادة الأجور، وخفض تكاليف الإسكان، وتقليل التضخم.

حتى الآن، تجنب ترامب رسائل من نوع أشعر بألمكم، مؤكداً للمساعدين أن الاقتصاد قوي، واصفاً تركيز واشنطن على القدرة على التحمل بأنه فخ ديمقراطي لتقليل أهمية إنجازات إدارته الاقتصادية. وأشار إلى أن الرئيس السابق جو بايدن هو المسؤول عن التضخم، وليس هو. وفي اجتماع له مع وزرائه هذا الأسبوع، وصف ترامب كلمة القدرة على التحمل بأنها خدعة من الديمقراطيين.

وأفادت المصادر نفسها بأن الجهد السري لإقناع ترامب بالتركيز على القدرة على التحمل بدأ قبل الانتخابات الأخيرة التي شهدت خسائر أكبر من المتوقع للحزب الجمهوري.

ومنذ توليه المنصب، كان النمو الاقتصادي واسعاً، لكن نمو الوظائف كان ضعيفاً وارتفع معدل البطالة قليلاً، بينما ظل التضخم عند حوالي 3٪. وأظهرت استطلاعات أن الأميركيين أبدوا قلقاً كبيراً بشأن التكاليف وفرص العمل المحدودة.

ويعيد مساعدو البيت الأبيض توجيه بعض فعاليات ترامب العامة للتركيز على التكاليف، ويخططون لإلقاء خطب اقتصادية في أنحاء البلاد في أوائل 2026، مع الاستعداد للتركيز على القضايا الداخلية بعد أن قضى ترامب الأشهر الأولى من ولايته في السياسة الخارجية. وأوضح مسؤولون قريبون من الرئيس أن الجمهوريين يخشون خسائر كبيرة في انتخابات التجديد النصفي المقبلة إذا لم تتحسن صورة الاقتصاد.

وتطرّق ترامب الشهر الماضي خلال خطاب لمالكي ومتعهدي فروع ماكدونالدز إلى جهود إدارته لمكافحة التضخم، واعترف هذا الأسبوع في اجتماع مجلس الوزراء بضرورة بذل المزيد من الجهود لمواجهة التضخم. وفي 7 كانون الأول/ديسمبر، وقع أمراً تنفيذياً يشكّل فرقة عمل حكومية جديدة للتحقيق فيما إذا كانت ممارسات مضادة للمنافسة في صناعة الأغذية تساهم في ارتفاع أسعار البقالة.

وحسب وول ستريت جورنال، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن إدارة بايدن خلقت أسوأ أزمة تضخم خلال جيل كامل، وقد عمل ترامب وفريقه على إصلاحها عبر تخفيض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية وخفض أسعار الطاقة، وأن ترامب يسمي كلمة القدرة على التحمل خدعة لأن الديمقراطيين يتظاهرون بحل مشكلة هم أنفسهم خلقوها.

وفاز ترامب في انتخابات 2024 جزئياً بسبب استياء الناخبين من إدارة بايدن للاقتصاد ومخاوفهم من التضخم. وبعد توليه المنصب، ركز الرئيس على الهجرة والسياسة الخارجية وقضايا أخرى، مشيراً إلى أن الهجرة كانت دافعاً أكبر للناخبين من الأسعار.

ويتوجه ترامب الأسبوع المقبل إلى شمال شرق بنسلفانيا لإلقاء خطاب يركز على خطط الإدارة لإنهاء ما يصفه مساعدوه بأزمة التضخم التي سببها بايدن، مع التخطيط لمزيد من الفعاليات الاقتصادية قبل انتخابات التجديد النصفي.

وأشار ترامب في تصريحاته الأخيرة إلى الاستثمارات الخاصة في الولايات المتحدة، وخفض الضرائب، وجهود إدارته لخفض أسعار الأدوية، إضافة إلى شيكات تحفيزية بقيمة 2,000 دولار للعديد من الأميركيين تمولها الرسوم الجمركية.

وقال جون ماكلولين، أحد مستشاري ترامب، إن الجمهوريين بحاجة لمقارنة أنفسهم بالديمقراطيين في قضية القدرة على التحمل والجريمة، وتسليط الضوء على تخفيضات الضرائب التي يدعمها الجمهوريون، وأن الاستجابة البديهية لقضية القدرة على التحمل هي مهاجمة الديمقراطيين الذين يريدون رفع الضرائب.

وأظهرت المعلومات أن ترامب غالباً ما كان أكثر حماساً تجاه جهوده في السلام بالخارج وخططه لبناء قاعة كبيرة في مجمع البيت الأبيض مقارنة بالاهتمام بالأسعار المرتفعة، فيما شجع بعض الحلفاء الإدارة على تقليل التركيز على القضايا الخارجية وإعادة الانتباه إلى الداخل، حيث تراجعت شعبيته في الشؤون الاقتصادية.

وأعرب مساعدو البيت الأبيض عن قلقهم من الوقوع في نفس الأخطاء السياسية التي واجهها بايدن، الذي كافح أحياناً لتقديم رسالة إيجابية عن الاقتصاد دون التقليل من مخاوف الناخبين بشأن تكاليف المعيشة.

وقال جو مانشن، السيناتور الديمقراطي السابق، إن الاقتصاد استقر بطرق عدة تحت ترامب، لكن التكاليف لا تزال مصدر قلق كبير للناس، ويجب أن تكون إشارة تحذير للرئيس، مضيفاً أنهم يسعون لتجنب تكرار أخطاء بايدن في معالجة قضايا التضخم، حيث لا يمكن القول بأن الأمور على ما يرام عندما تكون الظروف صعبة جداً.