باراماونت تستعد للاستحواذ على وارنر 108 مليار دولار

قبل ساعات قليلة من تقديم الرئيس التنفيذي لشركة Paramount Skydance ديفيد إليسون عرضه العدائي لشراء Warner Bros. Discovery بقيمة 108 مليارات دولار، كان إليسون يحضر حفل Kennedy Center Honors في واشنطن، حيث التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعددًا من كبار المسؤولين، وفقًا لما أفادت به وكالة بلومبيرغ نقلاً عن مصادر مطلعة. وتشير التفاصيل التي نقلتها بلومبيرغ إلى أن رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية بريندان كار جلس إلى جانب إليسون، في ما يبدو جزءًا من حملة علاقات سياسية واسعة تهدف إلى تهيئة الأجواء لمسار الصفقة.
ورغم أن صفقة استحواذ باراماونت على وارنر براذرز لا تحتاج إلى موافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية أو الكونغرس، إلا أنّ بلومبيرغ تشير إلى أنّ هذا التواصل السياسي يعكس سعي الشركة لحشد دعم مبكر، خصوصًا وأن الصفقة ستخضع لمراجعات موسعة لدى وزارة العدل الأميركية، والمدّعين العامين في الولايات، والاتحاد الأوروبي.
وترى محللة مكافحة الاحتكار في Bloomberg Intelligence جينيفر ري أنّ باراماونت قد تواجه طريقًا أسهل مقارنة بعرض Netflix المنافس، إذ نقلت بلومبيرغ عنها قولها إن دمج باراماونت مع وارنر سيخلق تداخلًا أقل في حصص سوق البثّ الرقمي. وتشير ري إلى أنّ الإدارة الأميركية تبدو أكثر ميلاً سياسيًا لتسهيل هذا المسار، مقارنة بما قد تواجهه نتفليكس.
مع ذلك، تؤكد تقارير بلومبيرغ أن المراجعات في أوروبا وبعض الولايات الديمقراطية قد تكون أكثر تشددًا. ويبرز ذلك خصوصًا في ظل حساسية السلطات تجاه اندماجات قد تؤثر على سوق الترفيه والإعلام، خصوصًا أن الصفقة ستجمع شبكات كبرى مثل CNN وTNT وDiscovery Channel تحت مظلة باراماونت، إلى جانب دمج الاستوديوهات السينمائية والتلفزيونية لكلا الطرفين.
وتنقل بلومبيرغ عن محللين أن قرب ديفيد إليسون ووالده لاري إليسون ثاني أغنى رجل في العالم من الرئيس ترامب قد يلعب دورًا في تليين موقف الإدارة. وقد سبق لترامب أن أثنى علنًا على صفقة استحواذ عائلة إليسون على Paramount خلال الصيف الماضي.
وفي المقابل، تذكر بلومبيرغ أن ترامب أثار بنفسه مخاوف تتعلق بعرض نتفليكس لشراء وارنر براذرز بقيمة 83 مليار دولار، ملوّحًا بأن حجم الحصة السوقية التي قد تمتلكها الشركة الجديدة قد يشكل إشكالات حقيقية لدى الجهات الناظمة. وصرّح قائلاً: “إذا تجاوزت الحصة السوقية 30% في قطاع البث، فهنا يبدأ القلق”.
وبحسب بلومبيرغ، فإن باراماونت تؤكد أن صفقتها أكثر انسجامًا مع معايير مكافحة الاحتكار، خصوصًا لأنها لن تنتج كيانًا عملاقًا في سوق البث مماثلًا لما سيحدث في صفقة نتفليكس. وتشير بيانات Nielsen التي نقلتها بلومبيرغ إلى أن حصّة باراماونت ووارنر المجمّعة من إجمالي استهلاك التلفزيون في الولايات المتحدة لن تتجاوز 3.5%، مقارنة بـ13% ليوتيوب و8% لنتفليكس.
المحلل بول غالانت قال لبلومبيرغ إن الصفقة قد تُقدَّم داخل واشنطن على أنها “مكسب للمستهلك” نظرًا لقدرتها على خلق منافس أكبر لنتفليكس، لكنه أكد وجود مخاطر غير ضئيلة تتعلق بدمج الاستوديوهات وحقوق البث، وما قد يترتب عليها من ارتفاع في أسعار تذاكر السينما وخدمات التلفزيون المدفوع.
مع ذلك، يمكن لنتفليكس وفق ما تقول بلومبيرغ الدفع بحجج مضادة، أبرزها الشعبية الواسعة لتطبيق TikTok في الولايات المتحدة، والذي يبلغ عدد مستخدميه 170 مليون مستخدم نشط، ما يعني أنّ المنافسة في سوق المحتوى أوسع بكثير من منصات البث التقليدية.
وتشير تقارير بلومبيرغ إلى أنّ المدّعين العامين في الولايات الديمقراطية، مثل نيويورك وكاليفورنيا، قد يلعبون دورًا حاسمًا في تقييم الصفقة. وينقل تقرير الوكالة عن هارولد فيلد من منظمة Public Knowledge قوله إن هذه الولايات “ستفحص بدقة أي تداخل في إنتاج البرامج أو خدمات البث، لتحديد ما إذا كان الدمج قد يسبب ضررًا للمنافسة”.
