الأسواق الكندية تنكمش وسط هيمنة الاستحواذات وتراجع الإدراجات

تواجه أكبر بورصات كندا حالة من التقلص، مع استمرار انخفاض عدد الشركات المتداولة علنياً للسنة الرابعة على التوالي، على الرغم من أن المؤشر الرئيسي للأسهم تجاوز أداء مؤشر إس آند بي 500.
وحسب بلومبيرغ،تشير بيانات مشغّل البورصة تي إم إكس غروب إلى أن عمليات شطب الأسهم واستحواذ الشركات الخاصة على بعضها تفوق الاكتتابات العامة الأولية على بورصة تورنتو و بورصة تي إس إكس فينتشر الثانوية، وهو تباين واضح مع ارتفاع مؤشر إس آند بي/تي إس إكس كومبوزيت بنسبة 26%. بلغ عدد الشركات المصدرة على بورصة تورنتو 678 شركة حتى نهاية الربع الثالث من العام، بانخفاض 45% منذ عام 2008.
وقال دان نولان نائب رئيس ومدير أسواق رأس المال للأسهم في بنك ناشيونال كابيتال ماركتس إن تقلص السوق أمر يثير القلق، مضيفاً أن أكثر من 100 مليار دولار كندي (٧٢ مليار دولار أميركي) من الشركات الكندية إما تحولت إلى ملكية خاصة أو بيعت خلال السنوات الأخيرة، وكانت معظم هذه الشركات صغيرة وتم تجاهلها إلى حد كبير من قبل المستثمرين المؤسسيين منذ 2021.
وأكد نولان أن المستثمرين المؤسسيين ما زالوا مهتمين بالاكتتابات الكبيرة في كندا، ويبحثون عن أسماء جديدة للاستثمار فيها.
وأضاف أن السوق كافأ الشركات على البقاء خاصة أو أن يتم استحواذها، ففي عام 2025، تحولت 11 شركة كندية إلى ملكية خاصة بإجمالي صفقات بلغ 45.4 مليار دولار، بما في ذلك الشركات التي استحوذت عليها شركات أخرى مدرجة. من بين هذه الصفقات استحواذ كيس دي ديبو وبلسمونت دو كيبك على شركة إنيرجيكس رينيوبل إنرجي بقيمة 6.4 مليار دولار كندي (٤.٦ مليار دولار أميركي) وتحويل سي آي فايننشال إلى شركة مملوكة لمبادلة للاستثمار في أبوظبي، التي اكتملت في آب/أغسطس نقلا عن بلومبيرغ.
وفي المقابل، كان عدد المعاملات في الاتجاه المعاكس أقل بكثير، حيث أتمّت شركة روكبوينت جاز ستوراج المدعومة من بروكفيلد أسيت مانجمنت اكتتابها، وأعلنت شركة زانادو كوانتوم تكنولوجيز عن خططها للاكتتاب عبر صفقة شيك فارغ.
وأوضح أري بانديس، أستاذ مساعد في المالية بجامعة كالغاري، أن نمو صناديق الأسهم الخاصة المستمرة والائتمان الخاص ساهم في ابتعاد الشركات عن الأسواق العامة في كندا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن المستثمرين العاديين يفقدون فرص النمو المتاحة لأصحاب الثروات العالية.
وأضاف أن الهيئات المنظمة للأوراق المالية في كندا خففت القواعد حول جمع الأموال لتعزيز الصفقات، وأن مشغلي البورصات يأملون أن تتجاوز الاكتتابات العامة الأولية صفقات التحول للملكية الخاصة في العام المقبل.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت القيمة السوقية المتوسطة للشركات المدرجة تقريباً ثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي، بحسب روب بيترمان المدير التجاري لبورصة تورنتو، مشيراً إلى أن السوق يقدّر الحجم ويعتقد أن الشركات بحاجة لأن تكون أكبر للتنافس على رأس المال العالمي، مع وجود فجوة تقييمية حيث يقدم المشترون في الأسهم الخاصة صفقات أفضل من السوق العام.
وقالت ميشيل خلیلي رئيسة قسم أسواق الأسهم والتمويل المؤسسي في سكوتيابنك إن تقييمات بورصة تورنتو عادت إلى مستوى يسمح بتبرير إصدار الأسهم المرتكزة على النمو، مما يخلق بيئة أكثر ملاءمة للاكتتابات العامة الأولية.
سعر الصرف1 دولار كندي = حوالي 0.72 دولار أميركي
