عيد الميلاد: موسم الفرح والأمل

بتعرّف إنّه عيد الميلاد هو من أكتر الأعياد اللي قدر يجمع العالم حواليه، رغم اختلاف الأديان والثقافات؟ يعني مع إنّه أصله ديني وبيتعلّق بولادة السيّد المسيح، بس عبر السنين صار عيد لكل الناس، وصار يحمل رموز ومعاني بتتخطّى الحدود الجغرافية والعقائدية، وبتقرّب البشر من بعضها بفترة بتجي آخر كل سنة.

أوّل شي، الميلاد بينحكى عنّه كعيد نور وأمل. ويمكن هيدي أكتر فكرة بتخلّي الناس تحبّ هالفترة حتى لو كانوا مارّين بظروف صعبة. الاحتفال عادةً بيكون بـ 25 كانون الأول/ديسمبر، بس في كنائس بتعتمد التقويم الشرقي وبتحتفل بـ 6 كانون الثاني/يناير. وبرغم هالاختلاف، الجوهر واحد: دعوة للسلام الداخلي، للمحبة، ولصفحة جديدة.

من أهم رموز الميلاد هي الشجرة. بتعرف إنه أصل شجرة الميلاد مش مرتبط مباشرة بالديانة المسيحية؟ الشعوب القديمة بأوروبا الشمالية كانت تعتبر الشجر الأخضر رمز للحياة اللي ما بتموت حتى بوسط الشتاء البارد. ولما اجت المسيحية، اندمج هالرمز مع العيد وصارت الشجرة جزء أساسي من الزينة. ومع الوقت، تطوّرت من شجرة بسيطة مزينة بفاكهة ومكسّرات، لشجرة منوّرة بكل الألوان والزينة اللي بتعطي جوّ دافئ بالبيت.

وهلّق منوصل لـ بابا نويل. بتعرّف إنّه شخصية بابا نويل مستوحاة من شخص حقيقي اسمه القديس نيقولا، وكان معروف إنّه بساعد الفقراء والأطفال بسرّية؟ ومع مرور الزمن، تحوّل لرمز عالمي للفرح والعطاء. وصارت قصّة "بيجي بالليل ويحطّ هدايا" جزء من خيال الأطفال وجزء من روحية الميلاد.

اقتصادياً، الميلاد مش بس عيد… هو موسم! يعني فترة بتنشّط خلالها الأسواق بطريقة ملحوظة. من الهدايا، للزينة، للملابس، للمطاعم، للسياحة… كل القطاعات تقريباً بتستفيد. وفي كتير دراسات بتقول إنّه معدل الشراء بهالفترة بيرتفع بطريقة كبيرة، وبيأثّر على الاقتصاد العام العالمي، خصوصي بالدول اللي بتعتمد على الاستهلاك. غير الحملات الدعائية اللي بتستغل جوّ العيد لتقوّي حضورها وتشدّ انتباه الناس.

اجتماعياً، الميلاد بيخلق فرصة للّمة العيلة. الناس بترجع لبعض، بيقضّوا وقت نوعي، بيحضّروا أكلات خاصة بالعيد، وبيتبادلوا الهدايا الرمزية اللي بتدلّ على محبة وتقدير. وفي مجتمعات معيّنة، الميلاد بيكون مناسبة للتضامن: توزيع أكل، هدايا، مساعدات… وكأنّه العيد بيذكّر العالم إنّو الفرح الحقيقي هو إنّك تزرع ابتسامة بوجه حدا محتاج.

وبالرغم من كل هالاحتفالات، ما لازم ننسى الرسالة الأساسية: الميلاد مش بس زينة وهدايا. هو لحظة تفكير… فرصة نهدى شوي ونشوف كيف فينا نكون أحسن، وكيف فينا نخلق نور صغير بحياة غيرنا. لأنّه بالآخر، الميلاد هو مناسبة بتجمع العالم ع قيم كتير جوهرية: المحبة، الرحمة، السلام، والإنسانية.

فبتعرّف؟ عيد الميلاد، رغم بساطته الظاهرية، هو أحد أعمق المناسبات اللي بتمرّ خلال السنة. مناسبة بتذكّرنا إنّه حتى وسط العتمة، في دايماً ضوّ قادر يرجّع يعمّر جوّ دافي بقلب الإنسان، ويخلق معنى جديد لنهاية سنة وبداية سنة تانية.