لبنان يستعيد قنواته الدبلوماسية مع سوريا

تسلّم رئيس جمهورية سوريا، أحمد الشرع، اليوم أوراق اعتماد السفير اللبناني الجديد في دمشق، هنري قسطون، في خطوة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية.

وجرى خلال مراسم الاستقبال بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، مع التركيز على القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. وأكد الجانبان على أهمية تعزيز الحوار والتواصل المستمر بين المسؤولين لضمان استمرار العلاقات في مسار إيجابي يخدم المصالح المشتركة.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن الجانبين توصلا إلى مسودة أولية لاتفاقيات تعاون بين لبنان وسوريا، لكنها لا تزال بحاجة إلى تعديلات قبل اعتمادها بشكل نهائي. وأشارت المصادر إلى أن البحث لم يشمل حتى الآن ملف المحكومين في قضايا مرتبطة بالقتال ضد الجيش، ما يشير إلى أن هذه الملفات ستحتاج إلى جلسات لاحقة للنقاش والتفاهم بين الطرفين.

وتهدف المسودة إلى وضع إطار للتعاون يشمل تعزيز التنسيق الأمني والإداري والاقتصادي، وتسهيل التواصل بين المؤسسات الرسمية في البلدين، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي.

يأتي هذا التطور في وقت تحاول فيه دمشق وبيروت تعزيز التنسيق بعد سنوات من التوتر السياسي، حيث تعتبر العلاقات بين البلدين ذات أهمية استراتيجية، خصوصًا في الملفات الأمنية والاقتصادية واللاجئين. ويُنظر إلى تعيين السفير اللبناني الجديد كخطوة أساسية لتقوية القنوات الدبلوماسية الرسمية، وتسهيل التفاهم حول القضايا العالقة بين الطرفين.

وأكد الجانبان أن تعزيز التعاون المشترك يعتمد على احترام السيادة الوطنية لكل دولة، وضرورة اعتماد آليات واضحة للحوار وحل الخلافات، مع التركيز على القضايا الإنسانية، والتبادل التجاري، وإدارة الحدود، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار في المنطقة.

ويعتبر تسلّم السفير قسطون أوراق اعتماده حدثًا رمزيًا يعكس رغبة لبنان وسوريا في دفع العلاقات إلى الأمام، ويعطي مؤشراً إيجابياً على استعداد البلدين للعمل معًا على الملفات الشائكة، خصوصًا في ظل الظروف الإقليمية المعقدة والتحديات الأمنية المستمرة.