خلاف بين «أوراكل» و«بلو أوول» يهزّ أسواق الذكاء الاصطناعي

أثار خلاف بين شركتي «أوراكل» و«بلو أوول كابيتال» بشأن تمويل مركز بيانات في ولاية ميشيغان مخاوف واسعة في الأسواق المالية، في وقت يراهن فيه المستثمرون على طفرة الذكاء الاصطناعي لدعم أسواق الأسهم وإطلاق موجة كبيرة من صفقات الديون خلال عام 2026.

وفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , أفادت «أوراكل» في بيان، بأن شريكها طويل الأمد «بلو أوول كابيتال» اختار عدم المساهمة بحصة من رأس المال في مشروع مركز البيانات في ميشيغان، رغم أن المشروع يسير عمومًا وفق المخطط له. هذا التطور كان كافيًا لدفع سهم «أوراكل» إلى تراجع جديد، ورفع تكلفة التحوط من تعثر ديون الشركة إلى مسار يقودها لأعلى مستوى إغلاق منذ عام 2009.

ورغم انسحاب «بلو أوول» من ضخ رأس المال، قال أشخاص مطلعون على الملف إن المشروع يمضي قدمًا على غرار مشاريع أخرى نفذتها «أوراكل». وأضافوا أن شركة «بلاكستون» تجري محادثات لتوفير التمويل الرأسمالي، في صفقة خاصة لم يُكشف عن تفاصيلها.

وفي السياق نفسه، يقود «بنك أوف أميركا» صفقة ديون تُقدّر بنحو 14 مليار دولار لتمويل المشروع، ويعمل على استقطاب بنوك ومستثمرين آخرين للمشاركة في الالتزام التمويلي.

وأكدت «أوراكل» أن المفاوضات النهائية بشأن صفقة رأس المال «تسير وفق الجدول الزمني المحدد»، من دون تسمية الشريك، وذلك ردًا على تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» أشار إلى أن المشروع يواجه حالة من الجمود. وعلى وقع هذه الأنباء، تراجع سهم الشركة بنسبة 4.7% ليصل إلى 179.80 دولار عند منتصف تعاملات الأربعاء في نيويورك.

كما يعكس رد فعل الأسواق مدى حساسية المستثمرين تجاه أي إشارات اضطراب في قطاع مراكز البيانات، الذي يُعدّ حجر الأساس للبنية التحتية اللازمة لتوسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويعوّل المستثمرون على هذا القطاع لدفع نمو أرباح الشركات وتعزيز نشاط أسواق الائتمان خلال السنوات المقبلة.

ووفقاً لبلومبيرغ , من جهته، قال متحدث باسم شركة «ريليتد ديجيتال»، المطوّر لموقع ميشيغان، إن الشريك في رأس المال يتمتع «بخبرة لا تضاهى في هذا المجال»، مشيرًا إلى أن أعمال البناء الكاملة من المتوقع أن تبدأ في الربع الأول من العام المقبل.

وامتنع ممثلو «بلاكستون» و«بنك أوف أميركا» و«بلو أوول كابيتال» عن التعليق.

في الختام , ورغم استمرار المشروع وتمويله، فإن الخلاف يعكس هشاشة ثقة الأسواق في مشاريع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث باتت أي إشارة عدم يقين كفيلة بإثارة تقلبات حادة في الأسهم وأسواق الدين.