الذهب يصعد 50% هذا العام وسط تدفق 98.9 مليون أونصة في صناديق ETFs
وصلت ممتلكات المستثمرين في صناديق الذهب المتداولة في البورصة (ETFs) المدعومة بالذهب المادي إلى أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، مع تسجيل المعدن النفيس أكبر انخفاض يومي له منذ عام 2013، مما يعكس حالة التذبذب الشديد التي يشهدها سوق الذهب مؤخرًا، بحسب بيانات عالمية جمعتها وكالة بلومبيرغ.
وارتفعت إجمالي ممتلكات صناديق الذهب المتداولة لتصل إلى 98.9 مليون أونصة تروية حتى أمس، وهو أعلى مستوى منذ 16 سبتمبر 2022.
ويأتي هذا الإرتفاع في ظل إستمرار اهتمام المستثمرين الأفراد والمؤسسات بالذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الإقتصادي والجيوسياسي، خصوصًا مع إستمرار الضبابية حول أسعار الفائدة الأمريكية والتوترات العالمية.
وعلى الرغم من هذا الطلب المتزايد، إنخفض سعر الذهب يوم الثلاثاء بنسبة تصل إلى 6.3%، وهو أكبر تراجع يومي منذ عام 2013، بسبب المخاوف من أن الإرتفاع الأخير كان سريعًا ومبالغًا فيه، ما دفع بعض المستثمرين لجني الأرباح بشكل عاجل.
ورغم إستمرار إنخفاض الأسعار اليوم، إلا أن المعدن الثمين لا يزال مرتفعًا بأكثر من 50% منذ بداية العام، مدعومًا جزئيًا بتدفقات كبيرة إلى صناديق الذهب المدعومة بالسبائك، والتي تعتبر وسيلة شائعة للحصول على التعرض للذهب المادي دون الحاجة لشراء الذهب الفعلي مباشرة.
وخلال العام الجاري، إرتفعت أسعار الذهب بنسبة 54% بدعم من حالة الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، بالإضافة إلى تدفقات قوية من صناديق الإستثمار المتداولة، وفق بيانات رويترز. إلا أن المعدن النفيس فقد 5.3% من قيمته يوم أمس بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4381.21 دولار للأوقية في الجلسة السابقة.
وأوضح ديفيد ميجر، مدير تداول المعادن في “هاي ريدج فيوتشرز”، أن "الإرتفاع الكبير الذي شهده الذهب خلال الأسابيع القليلة الماضية يجعل من الطبيعي حدوث جني أرباح قبيل صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي يوم الجمعة" .
ويشير محللون إلى أن إرتفاع ممتلكات صناديق الذهب المتداولة يعكس تزايد الإقبال على الإستثمارات البديلة في مواجهة الأسواق المالية المضطربة، حيث يبحث المستثمرون عن أدوات توفر حماية ضد التضخم وتقلبات العملات والأسواق العالمية. ويضيفون أن هذه الصناديق تقدم سيولة أعلى وسهولة في التداول مقارنة بشراء الذهب المادي، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء، بحسب بلومبيرغ.
ويُتوقع أن يظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين، الذي تأخر بسبب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، إستقرار التضخم الأساسي عند 3.1% لشهر أيلول/سبتمبر. ويترقب المستثمرون إجتماع مجلس الإحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، الذي قد يشهد خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما عادة ما يدعم أسعار الذهب غير العائدية، بحسب رويترز.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.3% لتصل إلى 48.12 دولار للأوقية بعد تراجعها 7.1% أمس، بينما هبط البلاتين بنسبة 0.3% إلى 1547.09 دولار، في حين ارتفع البلاديوم بنسبة 0.1% إلى 1409.45 دولار.
وفي سياق آخر، أفادت روسيا اليوم أنها لا تزال تجهز لقمة محتملة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.